رواية رائعة بقلم الكاتبة ولاء رفعت
لهبعتر بكرامتها الأرض.
تركتهم و أسرعت في خطاها تحبس عبراتها التي تأبي و بشدة أن تطلقها للإنهمار تمقت خوف شقيقتها وإهتمامها الزائد بها جعلها محط سخرية من زملائهافهناك شعور بغيض قد نمي بداخل قلبها منذ الصغر عندما وجدت إهتمام والديها بالكامل منصب علي شقيقتها الكبري بينما هي علي الهامش و في طي النسيان وبعد ۏفاة والدها كان آخر ما ينقصها سيطرة شقيقتها المدللة عليها لاتسير خطوة واحدة سوي بعلمها وكأنها طفلة صغيرة لا تفقه شئ فهذا زاد من نمو النبتة السوداء بداخل قلبها الذي تملأه الكراهية والضغينة نحو غادة!.
_ آنسة مرام آنسة مرام.
ألتفتت إلي صاحب الصوت و زجرته بحدة فأخبرها بتردد معتذرا
_أنا آسف لو ضايقت حضرتك أو أزعجتك أنا إسمي مازن و.....
قاطعته بصړاخ بعدما أستشفت تلك النظرة في عينيه تعلم ما ورائها من حديث هي في غني عن سماعه
_ عايز مني أي أنت كمان سبوني في حالي بقي.
_ خلاص أنا آسف.
و أبتعد عنها حتي لا يسبر أغوارها مرة أخري أنتبهت لرنين هاتفها جذبت سحاب حقيبتها وأخذته لتري من المتصل و عند رؤيتها للأسم ضغطت علي علامة رفض المكالمة.
تأففت من فرط قلقها علي شقيقتها فهي تهاتفها للمرة المئة والأخري ترفض الإجابة.
_ زمانها جاية ماتقلقيش روحي أنتي جهزي نفسك عشان تلحقي تروحي لنوران علي الكوافير الأول.
_ أنا قايله لها من إمبارح تخلص محاضراتها وتيجي علي طول عشان نلحق نروح لنوران علي الكوافير ليه بقي ماجتش لحد دلوقت وكل ما أتصل عليها تكنسل! و لما أشد عليها تقعدي تقوليلي بلاش دي كبيرة ومابقتش صغيرة وأنا بقولهالك يا أمي مرام مهما كبرت هاتفضل أختي الصغيرة الي محتاجه رقيب علي تصرفاتها وأفعالها.
_ أنا مش طفلة ولا صغيرة يا ست غادة و ياريت خلي خۏفك وقلقك علي نفسك بدل ما تتشطري عليا روحي دوري علي نفسك وعمرك الي بيجري صحباتك بيتخطبو ويتجوزو وأنتي الي عملالنا فيها أبلة نظيرة المسئولة.
زجرتها والدتها بنظرة حادة
_ بنت لمي لسانك أحسن لك و غوري أدخلي أوضتك ومش عايزة أشوف وشك.
_ تعالي أعتذري لأختك قبل ما تدخلي.
تجرعت لعابها وتقدمت نحو شقيقتها بدون أدني مشاعر من الندم والأسف رمقتها بنظرة أجفلت الأخري.
_ آسفة.
و ركضت إلي غرفتها جلست غادة علي الأريكة شاردة في عاصفة من الأفكار وهي تحاول تفسير تلك النظرة.
دلفت خلفها وجدتها تخلع الحجاب وتلقيه بإهمال علي الفراش فأشارت لها غادة نحو حقيبة مدون عليها إسم ماركة شهيرة لأثواب السهرة و الحفلات.
تركتها و ذهبت إلي غرفتها تناولت الحقيبة لتجد بداخلها الثوب التي تمنت شرائه و طالما كانت تحدث والدتها عنه و كانت تخبرها بأنها ستوفر من مصروفها الشخصي لكي تشتريه و ترتديه في مناسبات صديقاتها.
سعادة عارمة لم تفارقها تحدق في تفاصيل الثوب كالطفلة التي تتأمل ثياب العيد.
و بعد دقائق طرقت باب الغرفة فأتي صوت غادة من الداخل
_ أتفضلي.
ولجت علي إستحياء ترتدي الثوب الذي بدي في منتهي الروعة عليها وجدت شقيقتها تقف أمام المرآة مرتدية ثياب رسمية نسائية تضع بعض اللمسات الخفيفة من مستحضرات التجميل.
_ ماتزعليش من كلامي أنتي عرفاني غبية وبرمي دبش لما بتنرفز.
ألتفتت الأخري إليها رافعة إحدي حاجبيها وقالت بمزاح جدي
_ هو دبش بعقل! قولي خرسان مسلح صخور.
ركضت مرام نحوها و
_ ميرسي علي الدريس.
ربتت الأخري علي ظهرها وقالت
_ شوفتك وسمعتك لما كنتي بتحكي لماما عليه قولت أول ما هقبض أجبهولك.
أمسكتها من طرف ذقنها بمشاكسة قائلة
_ أنا عندي لبس كتير ومابحبش ألبس دريسات ده غير ورايا مسئوليات أهم و إحنا مصاريفنا كتير.
حدقت مرام في عينيها بصمت وشبه إبتسامة غزت شفتيها.
ربتت الأخري بحدة علي عضدها
_ يلا روحي كملي لبسك عشان مانتأخرش لنوران تولع فينا.
_ يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا و نبني طوبة طوبة لعش حبنا.....
كلمات أغنية شهيرة من الفلكلور الشعبي السائد في تلك المناسبات دوت أصداء الزغاريد في أنحاء القاعة المطلة علي النيل يضع مهاب خاتم الخطبة في بنصر اليد اليمني لنوران التي قامت أيضا بوضع خاتمه في بنصره فأمسك بيدها وطبع قبلة عليها جذبتها بخجل أمام مرأي الحضور.
صعدت إليها غادة
ردت الأخري بسعادة
_ الله يبارك فيكي يا قلبي و عقبالك ونبقي سوا في كوشة واحدة.
أبتسمت في صمت غير معقبة بينما بدأت الموسيقي الصاخبة لأغاني المهرجانات يتراقص عليها الشباب والفتيات.
وقفت مرام بالقرب من شقيقتها تصفق حتي لفت أنتبهها نظرات ذلك الشاب الوسيم الذي يقف علي بعد أمتار قليلة نظراته صوبها وحين