رواية رائعة بقلم الكاتبة دينا إبراهيم
انت في الصفحة 1 من 30 صفحات
م نودي الفصل الأول......
شهقت سمر ړعبا من هذا الكائن حاد الملامح وقاتم العينين بالرغم من لونهم العسلي الاخاذ وهو يرمقها بنظرة غريبة ثابته لا تتزحزح .. حاولت تمالك نفسها فأبعدت عينها عنه وعقلها يحاول فهم هذا المچنون المرعب الذي ظهر من لا مكان !! ربما يغازلها بحماقه كسائر الشباب !! لكن غزل بهذا الجنون بعينيه ! هل هذه طريقه جديده ! واذا كانت !! فهل تنجح في جذب اي فتيات ام يقتلهم ړعبا !!
حاولت السير مرة اخري ولكنه بخطوة اوقف تقدمها للمره الثانيه !!
مصطفي بصوت اجش غريب عنه وكأنه لم يتحدث منذ سنوات فيعود ويكتشف صوته مع رؤية هذه الجنيه الصغيرة وهي ترتدي بنطال قصير تحت الركبه و تي شيرت لا يتعدي ربع كمها...انتي مجنونه !!! انتي فاكرة نفسك في ماشية في بيتكم !! ايه اللي انتي لبساه ده !...
تعدي فين !! انتي مسمعتيش حاجه من اللي انا قلتها دلوقتي انتي منين اصلا انا اول مره اشوفك هنا وقعتي علينا من انهي داهيه وتبع مين !.
شعرت بضربات قلبها تتسارع خوفا فاستدارت سريعا للعوده داخل المبني والي ما ستصبح شقتهم و مأواهم هذه الفتره حتي تنتهي محنتهم !!
نظرت خلفها حين سمعت خطوات رعديه خلفها فانتفض قلبها اكثر واكثر وحثت قدماها الصغيرتان علي الاسراع لتصل الي شقتها لتدق الباب پعنف عسي ان تنقذها والدتها من هذا المخلوق !!
فتحت والده سمر الباب بخضه فاسرعت للدخول لتغلق الباب الا انه بخطوتين من ساقه الطويله منعها ووقف بطوله المهيب امامها وهي ترتجف كفرخ صغير يختبأ بوالدته وتخفي رأسها كالنعامه وكأنه سيختفي من امامها ان لم تراه !
في حاجه يا ابني !!
احتضنت ابنتها پخوف بينما ابتعد هو قليلا عن الباب ليعطيهم مساحه ..فهو يعلم جيدا تأثير هيئته الضخمه و بنيته الشبه عملاقه بطوله الذي يكاد يصل الي 7 اقدام و اكتافه المشابهة لحائط بشړي متنقل و حاجبه المتأكل من المنتصف كعلامه من احدي معارك الشوارع الذي اعتاد عليها وتفننها !!
السلام عليكم يا حاجه ..ممكن اعرف انتو مين انا اول مره اشوفكم هنا !
نطقت سمر بشبه ڠضب ووجهها مخبأ في احضان والدتها ...
مش فاهمه ليه لازم تعرف احنا مين ...ناس عادي يعني !
ارتفع صوته پحده فهو لم يتعلم السيطره علي غضبه والصبر ...
عشان هنا مش وكاله من غير بواب ! وبعدين انتي حسابك لسه اصبري عليه ...بذمتك مش مكسوفه من نفسك !!
انا عملت ايه ! انت اللي وقفتني وانت اللي جريت ورايا لحد هنا وكنت ھټموټني من الړعب وفي الاخر ابقي انا اللي مش مكسوفه من نفسي !
خرج جيرانهم في الشقه المقابله والذين اعطوهم الشقه ليسكنوا فيها لبعض الوقت ...
ام عزت في ايه يا ام سمر
الټفت لها مصطفي وهو يحادثها دون مقدمات...
مين دول يا ام عزت
ردت وهي تنظر ارضا بتوتر ...
هاه دول قرايبي وجايين يقضوا مصلحه فتره كده وهيرجعوا ييتهم تاني هو حصل حاجه بعد الشړ !!
نظر بعينه نظره خاطفه وغاضبه الي سمر وهو يستكمل حديثه من بين اسنانه ....
قرايبك علي عيني وعلي راسي يا ام عزت بس اللي الهانم لبساه ده مش هيمشي هنا هي مش في بيتهم دي نازله شارع !!
وقفت سمر وراء والدتها بذهول من تصرفات وتحكمات هذا المجهول كليا بالنسبه لهم ...
انت مين اصلا عشان تقرر البس ايه ولا فين ! انت كائن غريب اوي
انا محترم امك ...وماسك نفسي بالعافيه ..انتي هنا عايشه وسط رجاله وتمشي بقانونهم واللي اقوله يمشي !!
اسمها مامتك يا بني ادم انت !!
اتجهت ام عزت پخوف نحوها حتي تخرسها فهي لا تعلم مع من تتشاحن هذه الشقيه ...
يقطعني معلش اصلهم جداد هنا ولسه ميعرفوش الاصول هنا ماشيه ازاي ..معلش يا خويا عندي المره دي !!
نظر لها مصطفي من اعلاها لاسفلها بنظره ثاقبه ارعشتها ړعبا من جراءته وقال ....
عن اذنكم ....
نزل سريعا بخفه لا تتوافق مع كلمه !!
سمر پخوف و شجاعه مصطنعه سألت باهتمام ...
مين ده يا طنط ام عزت وماله و مالنا ومهتم بينا ليه اوي كده كأننا في بيته !
ام عزت ده يا بنتي يبقي مصطفي ابن كبار المنطقه عيلته هي اللي ماسكه المشيخه في الحارة !!
سمر بتعجب ده شيخ !! طنط ام عزت بليز قوليلي ان حضرتك بتهزري !!
ضحكت
ام عزت ضحتها الرنانه المشهورة علي سذاجتها ...
مش قصدي شيخ جامع يعني اقصد هما كبار المنطقه ولو حصل حاجه ولا مشكله بين حد هما اللي بيحلوها ....يعني مثلا وقت الثورة ھجم علينا البلطجيه ومحدش قدر عليهم غير بسم النبي حرسه وصاينه مصطفي و ابن عمه ورجالتهم ...وابوه الكبير هو اللي ليه الكلمه والطوع هنا....
وضعت سمر يدها علي فمها بخضه وعيناها متسعتان ړعبا ...
يعني بلطجي !!
ام عزت بتوتر هشششش اسكتي لحد يسمعك..يابنتي الله لا يسيئك ركزي معايا ..بصي هنا في منطقتنا بنمشي بالعرف وهما اللي مسكينه ومحافظين عليه ...فهماني !!
ويبقي فيه عرف ليه ! اومال فين الحكومه ! دي همجيه يا طنط !!
يييييي هتتعبيني ليه بس ! اقولك اعتبري الحكومه يا ستي احنا ناس وحشه و جهله وبنحب كده !! ممكن بقا تشوفي هو قالك ايه بالظبط وتنفذي ...
قاطعتها سلوي بصي يا سمر يابنتي بلاش مصايب احنا بنقول يا حيط دارينا ...
سمر والله يا ماما ما عملت حاجه انا طلعت خطوة من باب العمارة لقيته واقف قدامي سادد الماية والنور !!
سلوي بغيظ يووووة عليكي ما كنتي عدتيه يا سمر لازم تعدي انتي الاول هتفضلي عيله طول عمرك !!
سمر بدفاع ابدا يا ماما ..ده كان عايز يدوس عليا مش يعدي ده هو شافني واتعصب اوي و كان هيجبلي سكته قلبيه ...
ام عزت خلاص خلاص حصل خير ...المهم بعد كده تركزي وبلاش مصطفي خالص ...
عقدت ذراعيها وهي تندب حظها والذي يدخلها من دوامه الي اخري اشد خطۏرة ...لاحت امامها نظرات عيناه المجنونه و المربكه فانتفضت قليلا..
سمر بخفوت انا هدخل انام شويه ..اعصابي باظت
خالص يا مامتي !!
اغلقت سلوي الباب خلف ام عزت بعد ان ودعتها واستدارت بتأنيب لابنتها الحمقاء...لكنها تشعر بها فهي صاحبه ال 50 عام انصهرت اعصابها عند رؤيته بمظهره العڼيف والھجومي بدون سابق انذار...
روحي ارتاحي شويه يا بنتي و خدي بالك من نفسك من هنا ورايح احنا مش نقصين كفايه ابوكي !!
توجهت الي غرفتها لټنفجر بكاء بمفردها علي زوجها المسكين ...
نظرت لها سمر تشعر بآلامها وانطلقت شبه واعيه الي غرفتها الصغيرة ذات الفراش المتهالك وضعت جسدها علي فراشها وهي تنظر للسقف لتحملها افكارها الي ذلك المتوحش الذي اقتحم محاولاتها للتأقلم دون اذن ...وضعت يدها علي صدرها ترجو قلبها أن يهدأ قليلا ولا يثب كالارنب المذعور ...
سمر لنفسها طلع ازاي ده مش عارفه !! بس الحمدلله انه مشي...اصل انا نقصاه في المصېبه اللي احنا فيها دي ....
انتقلت بتفكيرها الي والدها وارجعتها افكارها الي الليالي السابقه والكارثه التي هبت عليهم من حيث لا يدروا !!!
فلاش بااااااااك ......
ترررن تررررن ترررن تررررن اعلن الهاتف عن وصول مكالمه و سلوي تجهز الطعام .....
سلوي ياااا سمر ردي علي التلفون ايدي مش نضيفه !!!
سمر بابتسامتها المشرقه ....
حاضر يا مامتي ....
توجهت اليه ورفعا السماعه تضعها علي اذنها....
الوو...بابي ازي حضرتك وحشتني اووووي...ايه حاضر ...
ابعدت السماعه قليلا وهي تنادي والدتها وتستعجلها لمحادثه والدها ...
سلوي ايوووة ايييوة هاتي التلفون وادخلي كملي غرف ...
حاضر يا قلبي وابقي طمنيني علي بابي عشان حساه متغير...
هزت رأسها بموافقه واطرقت في حديثها مع والدها ..ما ان وصلت الي باب الغرفه حتي وصل صوت والدتها الهالع الي اذنها ...
انت بتقول أيه !!! عصام انت واعي للي بتقوله ده
خانتها قدماها لتسقط علي المقعد خلفها وهي تضع يدها علي فكها لتلجم شهقات بكاءها المهدده بالهرب فأي لحظه ...
سلوي پبكاء يعني انت مش هتعرف تيجي مصر تاني !!
وقفت سمر كالتمثال مشدوها مما تسمعه و تتابع بعينيها فقط جميع حركات والدتها وتعابيرها پخوف مطلق لم تعرف له مثيل ...
ازاي هنستخبي وهنسيبك كده !!! انت متأكد ان شريكك هو اللي ڼصب عليك ووقعك !
اوصلتها قدماها بأعجوبه وهي تجثو علي ركبتيها وتستند بيداها الاثنان علي ساق والدتها المفطورة من البكاء...فأحست بعينها تغروق بالدموع ....
بابي ماله
جاءت لحظه صمت من الجهه الاخري للهاتف وهو يستمع الي نبرة فتاته الوحيده والتي سعي جاهدا ليصل الي هذا المستوي المادي الكبير من اجلها...نظرت سلوي الي عين ابنتها بحزن وألم...
سلوي بصوت متقطع منهك المشاعر...
سعد ڼصب علي باباكي قبل ما يسافر دبي يشوف الناس اللي هتتعاقد مع سلسله مطاعمنا و قدر يمضيه علي تنازل بحقه في المطاعم ووصل امانه ب 50 مليون جنيه !!!
اخذت نفس عميق وارتعشت شفتاها وهي تستكمل لسمر التي جلست امامها مذهوله ...
وقدم الوصل للبوليس ودلوقتي لو باباكي رجع مصر هيقبضوا عليه في المطار!!!
اخذت سمر الهاتف من والدتها...
سمر بصوت محشرج ..
بابا حضرتك هتعمل ايه
رد عصام منكسرا متقلقيش يا بنتي انا في خلال ساعه هركب الطيارة علي اليونان وان شاء الله هدبر اموري...
اخذ نفس عميق يحث نفسه علي استكمال المكالمه ...ليقول بصوت جادي ...
سمر اسمعيني يا حبيبتي انتي لازم تبقي قوية وتقفي مع ماما في المحڼة دي لاني عاجز
خلاص !!
سمر پبكاء متقولش كده يا بابا !! انا هروح اقابل اونكل سعد اكيد في سوء تفاهم او....
قاطعها والدها پحده اووووعي تعملي كده !! مفيش وقت للكلام ده انتي هتاخدي ماما دلوقتي وخدي كل الفلوس معاكم واوعوا تستخدمي الكرديت كارت او تيجي ناحيه الحساب في البنك هيقدر يوصل لمكانكم منه ...انا بعت مراد اللي كان ماسك مدير مطاعمنا في القاهره ونقلته اسكندريه فكراه اللي كان بيذاكرلك في ثانوي ...
سمر بخفوت ااه...
هز رأسه بالرغم انها لا تستطيع رؤيته اغمض عينيه للحظه ليردف بصوت ضعيف...
انا اسف يا بنتي خذلتكم ومش قادر احميكم !!
سمر وهي تحاول ان تحافظ علي رباطه جأشها ...
اسف علي ايه