رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام العدل
مع فتحي يوم ماكانوا راجعين من صلاة الفجر ولقوكي ملفوفة بټعيطي جمب مقلب اللي على أول الشارع... حينها عادت تهرول وهي تتذكر معاملة والدها السيئة لها وتفرقته الدائمة بينها وبين أختيها سدرة وسدن لا تنكر أن أمها دائما ما عاملتها بحنان ولين عكس والدها الذي كان دائما ينهرها على صغائر الأمور ولكنها كانت ترى ذلك تدليل للصغيرتين فقط بدأت تضح لها الأمور أكثر وهي تتذكر كلماته لها وهي في الخامسة أنه سيلقيها في القمامة كما أتى بها منها وصلت المنزل في حالة إنهيار شديد تستجمع بعض الكلمات لتسأل أمها التي فزعت من رؤيتها على هذه الحالة مالك
اللي عامل فيكي كده
ردت بتلقائية ممزوجة بدموعها هو أنا بنتك فعلا
أجابتها بحب طبعا بنتي وأول فرحتي وسبب سعدنا ووش الخير .. ليه بتقولي كده حد قالك حاجة
أجابتها بريبة صاحبتي قالتلي أن أبويا لقاني ملفوفة جمب الژبالة
من الغلط و إنتي كبرتي بينا وإحنا معتبرينك بنتنا وعمرنا ماشوفناكي غير كده يبقى ترمي أي كلام ورا ضهرك ياغصون وتفوقي لمذاكرتك ولحياتك وسيبك من الناس وكلامها
رد ببرود الله يسلمك جهزيلي لقمة أنا واقع من الجوع
أومأت رأسها ورددت حاضر.. حاضر واتجهت ناحية المطبخ لتجهز له الطعام وتخبره بعد ذلك.
بعد دقائق كان يجلس يتناول الطعام بنهم وهي تنظر له وتبتسم..توقف عن المضغ نظر لها بتعجب وقال خير ياغصون بتبصيلي كده ليه
نظر لها نظرة لم تفهم معناها وقال بجمود مبروك
شعرت بخيبة لرده فعله البارد فسألته هو أنت زعلان ياسعد
زفر بضيق ونهض واقفا قائلا بتذمر وأنا إيه اللي هيزعلني ياغصون!!... أنا شايل هم الدنيا.. وبكرة أول الشهر ومعييش ادفع الإيجار هجيب عيل لدنيا يتمرمط معانا
تنهد بإرتياح وتركها ودخل الغرفة وقفت تنظر في أثره بانقباض قلب تدعو الله أن يدبر لها أمورها وأن يجعل طفلها سبب لسعادة تدخل حياتها.
تجلس على هاتفها تختار مجموعة من الأزياء التي ستعرضها في محل الملابس النسائي الذي تملكه تدقق النظر تارة وتشرد تارة في زوجها الذي ترك المنزل من ثلاث ليال بعد شجار طويل بينهما بسبب غيرته الزائدة عليها هذا المړض الذي يلازمه منذ أن عرفته منذ أكثر من عشرين عام وبعد مرور ثمانية عشر على زواجهما مازال يغار عليها وكأنها ابنة العشرين وليست الأربعين عاما رغم حزنها الشديد منه ولكنها ابتسمت وهي تتذكر بداية الشجار
بينهما بسبب ارتدائها فستان طويل باللون الأزرق يحدد