الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام العدل

انت في الصفحة 1 من 111 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل_الأول
بعد يوم شاق طويل عاد إلى منزله وفتح بمفتاحه الخاص ودخل ليجد الهدوء يسود المكان والصمت يملأ الأرجاء شعر بنغزة آلمته وهو يتذكر تبدل الحال وهذا المنزل الذي كان يضج بالسعادة وتغمره البهجة قد تحول إلى مخيم من الحزن والكآبة شهور قليلة بدلت حياته من حال إلى حال وهو يقف مكبل اليدين بعدما فعل كل ما استطاع فعله لتعود حياته كما كانت ولكن كل محاولاته باءت بالفشلدار بعينيه في المكان ثم أطلق تنهيدة حارة وصعد السلم المؤدي للطابق العلوي ثم سار بهدوء متجها لغرفة أطفاله الصغار وأضاءها بإبتسامة آملة باحثا بعينيه عنهما فلم يجدهما سرعان ماتلاشت الإبتسامة وحل محلها الخيبة على ماوصل له حاله وحال ولديه الصغيرين أطفأ ضوءها وخرج متجها لغرفة نومه فوجدها مظلمة كعادتها كلما يعود متأخرا أضاء ضوءا خاڤتا ودخل بهدوء وعينيه تبحث عنها بإشتياق وجدها نائمة توليه ظهرها وشعرها المهمل مبعثر بفوضوية على الوسادة ابتسم إبتسامة حزينة وذهب

رد بإبتسامة وحشتيني يا صبا
ابتسمت له بمجاملة ثم أغمضت عينيها مرة أخرى بإرهاق.
تنهد بيأس ثم نهض يجلس 
قالت بيأس وهي تنظر لنقطة في الفراغ مش هروح تاني يا ياسر قولتلك ملوش لزوم وأنت كل مرة تصمم
اعتدل في جلسته تاركا يدها ناظرا إليها بتأمل وقال أنا بصمم عشان أنتي مبتساعديش نفسك ياصبا بنضطر نلجأ للدكتور عشان يساعدنا ياصبا
ابتلعت صبا ريقها پقهر وحبست دمعتين لمعتا في مقلتيها وقالت بصوت متحشرج ڠصب عني يا ياسر مش قادرة 
ذنبهم إيه ياصبا 
تشوشت الرؤية ليها وأحست أنها ستغيب في عالمها فردت بكلمات تخرج منها بثقل ما نا هكون موجودة معاهم يا ياسر
رد بإستنكار موجودة فين ياصبا!!... أنتي مش عايشة معانا أنتي طول الوقت يا إما نايمة يا إما مغيبة عن الوعي بسبب المهدئات والمنومات اللي بتاخديها
ردت بدموع صامتة وصوت موجوع تنعي فقدان أغلى الناس على قلبها لا يا ياسر الحياة وقفت بالنسبة لي على فقدانهم
مطفئا ضوء الغرفة خارجا من الغرفة ومن المنزل بأكمله ذاهبا حيث ولديه الصغيرين.
تجلس في شقتها الصغيرة تنتظر قدومه بحماس شديد وفرحة عارمة افتقدتهم طوال سنوات عمرها السبع وعشرون تبتسم كلما تذكرت عبارات الإندهاش التي أطلقتها في وجه الطبيبة عندما أخبرتها أنها حامل في الشهر الثاني من كان يصدق أنها ستطير في سماء السعادة بهذا الخبر بعدما خشيت لسنوات طويلة أن تأتي بطفل لهذه الدنيا يعاني ماعانته من أن وعيت على هذه الحياة وهي طفلة في الخامسة من عمرها حتى أصبحت بهذا العمر والموجع أنها لم تشعر ولو مرة بلهفة من زوجها أن تنجب له طفلا وعندما كان يسأله أحدا عن تأخر الإنجاب طوال الخمس سنوات السابقة التي مرت علي زواجهم كان يجيب بصوته الأجش مستعجلين على إيه بكرة يجي بهمه... ولكنها الآن متيقنة أنه سيسعد بهذا الخبر آملة أن يكون هذا الطفل سبب في صلاح حال أبيه وتحسين العلاقة بينهم لم تطمع في الكثير سوي حياة هادئة وهانئة معه لم تجد منه يوما سوي معاملة جافة وأسلوب قاس ومالها سوي أن تتحمل وتعيش لقد كتب عليها منذ أن أطلقت صړخة قدومها للحياة أن تعيش ذليلة النفس في أي مكان تطأه لا تعلم لم في هذه اللحظة رجعت بذكرياتها لطفولتها الحزينة وهي ابنة الخامسة عندما أرادت أن تحمل أختها سدرة حديثة فسحبتها من على الفراش فأوقعتها دون قصد بينما تنشغل أمها في أعمال المطبخ رفعت يدها تتحسس خدها الذي فاجئها والدها حينها 
تفاجأت الأم من سؤالها وتركت سدرة واقتربت منها تتساءل بذهول جبتي الكلمة دي منين ياغصون
ردت بعفويتها كطفلة صفية زميلتي بنت جارتنا كسرتلي القلم واتخانقت معاها قالتلي اني بنت حرام.
چثت الأم على ركبتيها ومسحت على شعرها وقالت ربنا ينتقم منها هي وأمها سيبك منها وانسى الكلام ومتكلميهاش تاني... وتمر الأيام ويليها الشهور والسنوات حتى أصبحت مراهقة في الرابعة عشر وذات مرة سألتها صديقتها المقربة سؤالا لم تنساه حتى اليوم هو ياغصون فعلا خالتي صباح وعمي فتحي مش أمك وأبوكي... ردت عليها بذهول لا طبعا إيه اللي أنتي بتقوليه ده دول أمي وأبويا مين قالك كده 
ردت صديقتها بتأكيد والله أبويا اللي قالي
وقالي كمان أنه كان
 

السابق
صفحة 1 / 111
التالي

انت في الصفحة 1 من 111 صفحات