الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 7 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


علي يد أبنته قائلا بحنان طارق عايز يحدد ميعاد كتب الكتاب !!
نظر اليهم العجوز طويلا بعدما انهي كعكته المفضله التي صنعوها له قائلا اعتقد ان البيض قليلا واللبن ايضا
فنظرت كل من ريما ومريم
لبعضهم حتي قال هو بضحك ولكن الكعكه جميله جدا ايتها الفتاتان 
فتدخل سيلا في تلك اللحظه قائله اجمل شئ قد حدث في مطعمنا يا ابي ريما ومريم 

ليتأملهم العجوز عدنان قليلا قائلا بتعب حقا ياأبنتي
ثم نظر اليهما ليقول ضاحكا اريد المره القادمه كعكة الفراوله اسمعتوا
وضعت سعاد الطعام بيأس ونظرت الي تلك الوجبه التي كانت تحبها أبنتها فتأملت زوجها وهو يأكل بنهم ليرفع هو بوجه عن طعامه 
فهمي متقعدي ياسعاد ولا هتسدي نفسنا زي كل يوم وتشغلي اسطوانتك المتعاده من ساعة ما المحروسه بنتك سفرت 
فينظر اولادها التوأم اليها ذات الخمسة عشر عاما بأشفاق 
فتتأملهم هي قائله كلوا انتوا ياولاد عشان تدخلوا اوضتكم تذاكروا 
ليمضغ فهمي الطعام قائلا بتمتع الاكل بجد يجنن ياسعاد من زمان اوي معملتناش الاكل ديه !
فتبتسم هي بحسره فقد أصبحت تتجنب ان تصنع بعض الاكلات التي كانت تحبها ابنتها حتي لا تشعر بالمرارة التي قد احتلت قلبها منذ رحيلها من بيت زوجها
قائله بحنين ياتري عامله ايه دلوقتي يامريم يابنتي 
اوقف سائقه السياره جانبا ليترجل هو منها متأملا جمال مدينه تورونتو في ذلك الوقت فمنذ وقتا طويلا لم يتجول جولة كهذه فيسير يوسف بخطوات بطيئه وهو يتأمل كل شئ حوله 
حتي وقف عند ذلك المطعم الصغير لتخرج هي منه ضاحكه اوعي تقفلي المطعم وتمشي من غيري ياريما ساعه وهرجعلك علطول وياريت بدل ما انتي قاعده فاضيه تنضفي المطعم وتسير بخطي سريعه حتي تصطدم بأحدهم دون قصد 
فترفع مريم بوجهها قائله بخجل أنا أسفه
ليضحك يوسف بقوه قائلا مش ملاحظه ان الصدف اللي بتجمعنا غريبه
فتتذكر مريم صوته وملامحه قائله بأمتنان يمكن عشان اشكرك تاني علي اللي عاملته معايا !
فيبتسم يوسف بود ويسير بجانبها انتي برضوه لسا فاكره نفسك انك في مصر وبتمشي في شوارع كندا كده
عادي لوحدك لسا مخوفتيش 
فتتذكر مريم ماحدث لها پخوف قائله كل شئ بيحصلنا مقدر الحمدلله !
ليقف يوسف ناظرا اليها انتي بتشتغلي في المطعم ده 
لتكمل مريم سيرها قائله بتنهد أه بشتغل في المطعم ولا انت كنت فاكر اني بشتغل في فندق فيرمونت
وتلتف اليه قائلة بود شكرا علي اللي عاملته معايا في الحفله لولا أصرارك انك تخلي الباشا بتاعك يتدخل كنت زماني مرفوضه 
ليبتسم يوسف وهو يتذكر تلك الكذبه التي قد كذبها عليها فقد أخبرها بأنه يعمل سائقا لصاحب ذلك القصر حتي وقوف سيارته بالقرب من مكان عملها ليس صدفة بل كان اختياره لعله يري تلك الفتاه التي اطلق عليه بالفتاه الغريبه !! 
فيتأمله وهي تلاعب احد الاطفال ارضا ليقول أنسب شئ أني اكون فقير قدامك يامريم عشان اقدر اوصل ليكي 
أعتدل يوسف في جلسته الأستقراطيه وتأمل ساعته قليلا وبدء عقله يتذكر أخر لقاء كان بينهم حينما رأها فتنهد بشرود عندما عاد شريط مقطع ذلك اليوم داخل رأسه 
يوسف شكلك بتحبي الأطفال اووي وباين من طريقة تعامل الطفل معاكي أنه يعرفك
فأبتسمت مريم بخجل بعدما ودعت الطفل ووالدته ثم أشارت علي أحد المحلات قائله عشان مطعمنا قريب من محل تحف والد الطفل وبما اننا في نفس المكان فأكيد هيبقي في معرفه 
ليضحك يوسف علي حديثها قائلا هو انتي ليه ديما بتحبي تجاوبي وكأنك في امتحان المهم ياستي انا حابب اعزمك علي فنجان قهوه بما اننا مصرين زي بعض 
فأبتسمت مريم بأبتسامة بسيطه قائله مقدرش اقبل طلبك ده اسفه !!
ليداعب يوسف خصلات شعره السوداء الغزيره قائلا بحرج عزومتي ديه مش عشان زي ما انتي فاكره بس انا حابب اساعدك انك تلاقي فرصة عمل تانيه تقدري تزودي دخلك بيها ومتكونيش تحت رحمة اللي اسمه جون ده
فتخفض مريم رأسها ارضا قائله بأمتنان هو انت بتساعدني ليه مع انك متعرفنيش 
يوسف مش قولتلك عشان احنا مصرين زي بعض !!
فيقطع شروده هذا دخول امجد عليه قائلا وهو يمسك بأحد الاوراق مش مريم ديه البنت بتاعت الحفله اللي عرفتها بأنك السواق !
فيتنهد يوسف قائلا أيوه هي يا أمجد مريم متعرفش ان انا يوسف أدور 
فينظر اليه أمجد طويلا قائلا يوسف أنا أسف مقدرش أستمر معاك في الخدعه
ديه وتفضل فاكره أن أنا يوسف صاحب القصر غير انك عايزني أخليها تبقي مربيه لياسين أبني لاء يايوسف سامحني 
فيتنهد يوسف قائلا صدقني أنا عايز أساعدها مش أكتر وهما يومين بس يا أمجد هتجيب ياسين عندي القصر ومش هخليك تظهر في الصوره بعد كده 
ليقترب أمجد منه قائلا أنت عايز منها ايه البنت ديه مش زي ما أنت فاكر سيبها في حالها يايوسف 
لينهض يوسف من مقعده وينظر لها طويلا ليقول بشرود عايز أكتشفها يا أمجد فهمت ومدام أنت مش موافق علي طلبي فأنا مقدرش اجبرك علي كده أنا هشغلها في فندق من فنادقنا !!
تسطحت مريم علي فراشها بتعب ولأول مره تظل عيناها تحدق بسقف الغرفة بلمعان دون بكاء لترتسم أبتسامة لا تعلم عنها شئ وهي تتذكر معاملته الطيبه معها لتحدث نفسها قائله بطيبه ياا معقول في ناس كده زي يوسف بس حياته صعبه اووي يعني هو عايش هنا من زمان من ساعة ما اهله اتوفوا في كندا وفضل عايش مع صاحب القصر وحفيده لحد ما كبر وبقي بعدين السواق بتاعه طلعت مش انا لوحدي اللي ضايعه في الحياه ديه 
لتأتي صورته في عقلها يوم ذلك الحفل 
فلاش باك !!
ريما مريم أنا هطلع ورا مستر جون أطلب منه اني اعمل انا المهمه ديه بلاش يامريم تمشي صدقيني السيد عدنان وسيلا مش هيوافقوا علي تصرفاته ديه جون ده مريض وعنصري 
لتمسك مريم بيدها قائله ريما بلاش تخسري شغلك بسببي أنا كنت بفكر اسيب الشغل في المطعم من بداية وجوده
فتنظر اليها ريما طويلا قائله وهي تسير من أمامها مريم انا قولت هساعدك 
وتذهب ريما ولكن عيون ذلك الشخص الذي يراقبهما من بعيد قد أقتربت وهو يمشي بخطي بسيطه قائلا وهو يصدر نحنحته صدفه عجيبه يا أنسه مريم مش كده
لتلف مريم علي مصدر ذلك الصوت قائله بتعجب أنت بتعمل ايه هنا وازاي أنت في الحفله ديه أنت جرسون هنا صح
وتتطلع علي هيئته المرتبه والمنمقه والتي لا تدل سوى علي انه ينتمي الي تلك الطبقه التي يشاهدونها من نافذة شرفة المطبخ ليقطع يوسف تفكيرها قائلا بضحكة بسيطه براحه طيب وانا هرد عليكي 
وظل يتفحصها قليلا قبل أن يقول أنا سمعت حوارك أنتي ومديرك 
لتتطلع اليه مريم بأندهاش حتي يقطع هو صمتها قائلا أنا ممكن أساعدك 
لتفيق مريم من شرودها علي لمسات ريما وتنظر اليها قائله مالك ياريما 
ريما بطفوله جعانه أووي يامريم وتقريبا مافيش أي حاجه في تلاجتنا العزيزه والوقت خلاص أتأخر 
لتضحك مريم علي نظرات صديقتها يعني أنتي عايزه ايه دلوقتي تاكليني حرام عليكي ده انا حتي عضم 
لتقذفها ريما بتلك الوساده التي بجانبها قائله هو الشعب كله نفس النمط ده يامريم 
لتتطلع اليها مريم بغباء مصطنع شعب مين 
فتنظر اليها ريما بطرف عينيها قائله الشعب الشقيق يا اوختاه 
لتضحك مريم علي نظرات صديقتها قائله بدعابه في الواقع 
فتقترب ريما منها عند تلك الكلمه قائله في الواقع انا جعانه بلا شقيق بلا اخوي
ليطلق هاتف ريما في تلك اللحظه رنينه وتبتعد قائله بعدما أخذت ما تحت الوساده في الواقع أنا خلاص أخدت اللي أنا عايزاه محتفظه بشيكولاتة السواق يامريم من ساعة الحفله 
لتبتسم مريم علي حديث صديقتها حتي تفيق علي صوتها ثانية مريم ده زين !!
طارق وحشتيني جيت اشوفك 
وأبتسم وهو يمدد يديه بباقة الزهور شايفه رومانسيه احلي من كده 
لتتأمل نهال هيئته وذلك الحب الذي يشع من عينيه الصادقه طارق احنا لازم 
طارق بحب طارق احنا لازم ايه يانهال طارق بيحبك وميقدرش يستغني
عنك عارف انك مش عايزه تبعدي عن والدك وتسبيه لوحدك ثم نظر اليها بحنان وعشان كده ياستي انا معنديش اي اعتراض صدقيني ان عمو عبدالله يجي يعيش معانا 
ليسمعوا صوت عبدالله أتيا من غرفته مين يانهال يابنتي 
طارق بأبتسامه هتفضلي سيباني واقف كده علي الباب علي فكره عمو واحمد عارفين اني جاي وكمان معزوم علي الغدا ولا انتي هتبقي بخيله وهتطرديني 
لتبادله نهال بتلك البسمه قائله بخجل أتفضل 
فيسير طارق للداخل امام اعين نهال حتي يلتف اليها قائلا عجبك الورد ولا مطلعش ليا في الرومانسيه 
فيخرج عبدالله في تلك اللحظه وهو يتكئ علي احد العصا بأنحناء قائلا بتعب كده يانهال يابنتي سايبه طارق لسا واقف 
فيتأمل طارق خجلها حتي تقول هي ها أبدا أتفضل ! 
ليبتسم عبدالله قائلا تعالا ياطارق ياأبني لازم تتعود علي كده البيت بيتك ياأبني 
فينظر اليها طارق طويلا حتي ينظر والدها الي باقة الزهورالتي بيد أبنته
عبدالله بسعاده ايه يانهال شكلك مركزه في الورد ومش معانا خالص والأكل اللي علي الڼار شكله كمان هيتحرق 
لتتطلع نهال الي أعين طارق اللامعه حتي تقول داخلها وهي تتأمله خاېفه اظلمك واظلم نفسي ياطارق !
ويصبح للحب ڼارا تأكل قلوبنا عندما يريدك أحدا ويفعل لأجلك كل شئ يسعدك وأنت مازلت تعيش علي بقايا عشق قديم 
دخلت مريم القصر بخطي بطيئه وهي تتأمل كل ماحولها بأعين لا تصدق بأن علي الارض نعيما هكذا فرغم أنها دخلته للمره الثانية ولكن هذه المره تدخله في وقت مبكر ومازال الضوء يعكس أشعته علي كل جزء من أركانه فوقفت عند تلك البحيرة الصغيره لتتأمل اشعة النافوره التي تتمثل علي شكل أحد الفيله وتتناثر من زلومته الطويله المياه بأنسياب فتنهدت وهي تتذكر حديث صديقتها ريما اليها 
ياسلام لو كنت مكانك يامريم مش معقول ترفضي تشتغلي في فندق فيرمونت 
لتضحك مريم قائله بمرح وماله مطعمنا يا عزيزتي ريما ده يكفي وجود جون فيه 
فتتأمل ريما غرفتها البسيطه قائله عارفه يعني ايه تشتغلي في فندق مشهور زي ده يعني سنتين وتقدري ترجعي بلدك ويبقي عندك مطعم خاص بيكي لكن صديقتي العزيزه تهوي الفقر 
لتعود مريم من شرودها متأملة ساعه يديها البسيطه حتي تجده يقف خلفها ليقول ضاحكا الأمن بلغني بوجودك عجبك القصر صح
مريم بسعاده المكان هنا حلو أووي 
ليقترب منها يوسف بأبتسامة جذابه بتحبي الطبيعه 
فتشرد مريم بذاكرتها وهي تتذكر أحد أحلامها نفسي يبقي عندي مكان حلو زي ده
ليشعر يوسف بسهولة مهمته فهي كما ظن مثلهن لا ترغب سوى في المال والترفه فأبتسم بخبث وهو يتفحصها رغم حشمتها 
مريم ببتسامه هادئه بس لو كان من فضل ربي عليا وهعيش برضاه 
فتعجب يوسف من حديثها ليقول يعني لو
بقي عندك مال زي ده ممكن ترفضيه 
فأغمضت مريم عيناها

وهي تتأمل المكان في ذهنها ما انا قولتلك لو
 

انت في الصفحة 7 من 22 صفحات