رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام صادق
قائله طيب تعالي يلا أغسلك أيدك ونضف هدومنا يا مفعوصه
فتتطلع اليها لانا حتي تتضحك مريم علي منظر فاها الذي فتح ببلاها ايه مفعوصه ديه
لتضحك مريم وقبل أن تكمل حديثها مع الطفله وجدت هذا العجوز يقف ينظر اليهما بتفحص بعد ان صنع تلك الكعكه لحفيدته
فتمسك مريم بيد الفتاه الصغيره كي تهندم هيئتهاا ليقول جدها انتي مش شايفه المطعم مليان زباين روحي قدمي المشروبات المطلوبه يلا
دمعت عيناها وهي تري كلمات ابنتها التي سطرت في ذلك الجواب فأحتضنت الجواب بشده وهي تستنشق عبير رائحته وكأنها تريد ان تحتضن صاحبته لتمسح دموعها سريعا عندما وجدت زوجها واقف امامها
فهمي بحنق كل يوم لازم الاقيكي قاعده نفس القاعده ست نكديه ماخلاص سافرت واطمنتي عليها
فيزفر فهمي بضيق قائلا وانا ايه الي يجبرني استحملها كل السنين ديه ولادي احق منها بالفلوس اللي بصرفها عليها انا استحملتها لحد ما تخرجت من الجامعه وبكده انا عملت بأصلي مش زي ناس
فتتذكر سعاد اهل زوجها السابق قائلة انت السبب خليتها تسافر تدور علي عمها في كندا منك لله ياشيخ
فتنظر اليه سعاد بحسرة حتي حبي ليها مستختره فيها حرام عليك ديه ياتيمه اتحرمت من ابوها وهي لسا طفله مكملتش سبع سنين اما ولادي التانين ربنا انعم عليهم بوجودك ووجودي اما اليتيمه ديه اللي طردتها من بيتك كان ليها مين
فتنظر اليه سعاد پألم عايزها تسمعك وانت بتقول انك مش مجبر تتحملها تاني واهل ابوها اللي انت عارفهم كويس انهم مش بيسألوا فيها ان هما اولا بيها عايزها تسمع كل ده يافهمي وتفضل قاعده في بيتك ديه ياحبيت عيني كانت بتشتغل طول ماهي في الجامعه عشان متكلفكش مصاريف جامعتها وحولت ورقها جامعه بعيده عشان تريحك من همها وقعدت في بيت طالباتوعايزها اول ما تسمع كلامك تفضل مستنيه لحد لما تيجي تقولهولها بنفسك بدل ما تقولهولي انا عارفه انك من زمان وانت مش طايقها كانت نظراتك واضحه اوي يافهمي بنتي كانت حساها وانا كنت بشوف نظرة الالم في عينيها وهي حاسه انها عبئ علي جوز ام بيتكفل بيها عشان الواجب مش الرحمه
فتنظر اليه سعاد بحسره وتسقط دموعها علي أبنتها حزنا وشوقا
لها بتأمل فيشير الي حارسه الشخصي بأن يجهز له سيارته فيقربها منه اكثر قائلا كانت سهره جميله اوي ياروز فينظر الي ساعته قائلا للأسف لازم امشي عشان عندي اجتماع بكره مهم اوي
فتتطلع اليه هي بحنق شديد ويسير هو من امامها بهيئته الجذابه لينهي تلك الليله التي قد علم فيها رغبة صاحبتها منها ولكن مادام هو لا يرغب فلتحترق هي حنقا منه كما شاءت لتظهر ابتسامة ساخره علي محياه ويركب سيارته بعدما فتح له السائق الباب ثم يغلق جفنيه باسترخاء وهو يأمر سائقه بأن يذهب به الي بيته الذي يقطنه بمفرده بعدما توفت والدته وبعدها جده ليصبح هو وحده الوريث لتلك الامبراطوريه التي قد ورثها عن جده الذي أصبحت كنيته معروف بأسمه كما يدعون يوسف أدور!!
فتتطلع هي الي عمتها پألم حتي تمد عمتها بيدها فتضع داخل كفيها ذلك الظرف الذي يحتوي علي بعض الاموال وتذكرة طائرتها فتخرج عمتها وتبتسم هي ساخرة عندما تذكرت حديث عمتها مع ابنتها
واحنا ذنبا ايه ياماما نتكفل بمصاريفها وتعيش معانا البنت ديه لازم تمشي مش كفايه اول ما جات عندنا احمد خطيبي اعجب بيها انا مش هستني لحد ما تسرقه مني انتي لازم تتصرفي ياماما
فتفيق علي صوت حذاء صديقتها لتجفف دموعها سريعا وهي تقول پصدمه مالك ياريما فيكي ايه !!
ثم تأملت هيأتها المزرية پألم لتمد يدها برفق كل تساعدها قائله بأشفاق ليه بتعملي في نفسك كده
فتضحك ريما بدون وعي انتي حلوه اوي يامريم السهرده ديه كانت بجد نقصاكي هو زين ليه سابني يامريم عشان انا مش حلوه ولا عشان فقيره وبشتغل في المطبخ هو قالي كده قالي اني خدامه وكمان طباخه زين ضحك عليا يامريم
فتجلس ريما علي طرف الفراش پبكاء وتخرج من حقيبتها تلك الزجاجه الكريهه لتقربها من فمها قائله لازم انسي !!
وقبل أن ينزلق ذلك المنكر الكريهه ليختلط قذفته مريم بعيدا قائله وأنتي كده هترتاحي لما تكوني أشبه بالحيوان ومش حاسه بنفسك
لتتطلع اليها ريما پغضب وقبل ان تتحدث كانت تنظر اليها مريم بحزن قائله هو ربنا ميزنا عن الحيوان بي ايه ياريما مش بعقولنا برضوه وليه بنزعل لما حد بيشبهنا بالحيوان مش عشان الحيوان تصرفاته هوجاء تقدري تقولي للكلب انت هتعضني ليه او تقولي للقطه انتي خربشتيني ليه او الاسد انت عايز تاكلني ليه
فتتسطح ريما بجسدها علي الفراش والنوم يداعب جفونها قائله هو في حد يقدر يقول للأسد انت هتاكلني ليه يالكي من حمقاء يامريم !!
فتمسح مريم علي شعرها قائلة بحنان ما انتي دلوقتي زيه ياريما انتي لو شوفتي زين دلوقتي قدامك ممكن تموتيه
لتنظر اليها ريما قائله هموته عشان هو خاېن وضحك عليا وجرحني
فتربت مريم علي كتفيها لما هتفوقي وتصحي هتكتشفي انك كنتي غلطانه بتفكيرك ده عشان تضيعي نفسك بسبب انسان زيه شوفتي بقي الفرق بين وانتي في وعيك ومن غير وعيك
فتضحك ريما قائله انا دلوقتي من غير وعي صح
لتبتسم مريم قائله نامي ياريما وانا هفضل جنبك
فتمسك ريما يدها بحنان قائله كانوا ديما بيقولوا علي المسلمين ارهابين فتصمت قليلاا بعد ان غالبها النعاس لتصحو ثانيه قائله بتثاقل وبأبتسامة مرسومه علي محياها بس طلعوا احلي ارهابين ممكن نقابلهم
وتصبح أخلاقك هي وحدها من يعرف العالم بها جمال دينك وما أعظمه
وعندما سمع يوسف أخر كلمة يتفوه بها هو وقف للحظات يتطلع اليه بجمود قائلا طيب وانا أعمل ايه يعني يا أمجد
لينظر اليه أمجد بأسي قائلا ده أبوك يا يوسف ومهما أنكرته وبعدت عنه هيفضل أبوك دمك واسمك منه ليه تحرمه من أنه يشوفك
فيضحك يوسف بشدة قائلا أمجد بلاش لو سامحت شغل العاطفه الي ديما بتكلمني بي ده انا أتربيت أن العاطفه وكل الكلام الفارغ ده المفروض ميبقوش من حسابتنا لو سامحت يا أمجد بلاش نتكلم في الموضوع ده تاني
فيتنهد أمجد قائلا انت هتفوق أمتا يايوسف لما عمرك كله يضيع
فيضحك يوسف بشدة قائلا أخبار ياسين أيه عجبته الهديه
فينظر اليه أمجد قائلا بتنهد الهديه عجبته ياسيدي وسالي عزماك علي العشا النهارده ياريت متتأخرش زي العاده وعارف طبعا انك عايز تغير الموضوع عشان كده مش هقولك حاجه غير ان ربنا يهديك
فيقترب منه يوسف قائلا بأبتسامه انت عندك أمل اني أبقي انسان تاني واتغير متوقعش ان هيجي يوم وهبقي يوسف الي انت عايزه اصل حياتي كده يا أمجد ومش هتتغير متتعبش
نفسك مع حد مافيش منه أمل روح شوف شغلك بقي ومضيعش وقتك ووقتي
ليتأمله أمجد پألم حتي ينصرف من أمامه بعدما أيقن أن الحديث معه لا يجلب سوى الكبر والعند لديه
وعندما دلف بقدميه الي حجرة صغيرته كي يفاجأها بتلك اللعبه الحديثه وهو يقول لانا حبيبت بابي شوفتي أنا جبتلك وقبل أن تتفوه فاهه من أباها قائله أنا حلوه كده يابابي صح
لينزع تلك القماشه پعنف قائلا بصوت صارخ لاء وحش شكلك وحش ويمسكها من ذراعيهاا قائلا بصوت جامد وهو ينده علي زوجته سيلا سيلا
لتقف زوجته أمامه مصدومه وهي تتطلع الي أعين أبنتها الباكيه فتجذبها بحنان إليها قائله أهدئي لانا حبيبتي
فېصرخ بها جون قائلا بتهكم بنتك تضع الحجاب لتغطي شعرها وانتي تقولي لها أهدئي
فتمسك هي يد صغيرتها بحنان قائله قبلي والدك ياصغيرتي واعتذري منه
فتقترب منه قائلة انا أسفه
ليحتضنها هو قائلا بحنان بعدما هدء لانا عزيزتي انتي مسيحيه ولستي مسلمه والمسلمون وحدهم هم من يرتدون الحجاب عزيزتي
فتتطلع اليه هي قائله بتسأل يناسب عمرها الصغير الذي لا يتجاوز السبع سنوات بس مريم مسلمه وانا عايزه أكون زي مريم
فيضم كفيه بقوة قائلا لماذا تحبين مريم هكذا وتقلدينها
فتقترب زوجته منه كي تنهي تلك المشاچره قائله بهدوء لانا عزيزتي اذهبي الي المطبخ لقد صنعت لكي كيكة الشيكولاته التي تحبينها
فتركض الطفله سريعا غير عابئه بذلك الحوار الذي سيحدث ليقول جون پغضب أرئيتي من جعلتيها تعمل في مطعم والدك تريد أن تجعل أبنتك مثلها
فتتطلع اليه سيلا قائله لماذا تكره المسلمين هكذا لكل شخصا منا ديانته ويجب ان نحترم بعضنا ولانا لا تعرف شيئا وحين تكبر ستفهم دعها هي من تختار ماذا تريد
لن اسمح لك بذلك أفهمت
فيتحول حنقه الي ڠضب عارم حتي ينصرف سريعا من امامها وهو يسب ليس فيها بل بمن جعلت أبنته تفكر مثلها وتحاول أن تتبعها وجعلت زوجته أيضا تحبها
وقف يتلذذ بطعم ذلك المشروب البغيض وكأنه يري فيه متعة لا يري مثلها فيبتسم أبتسامة مزيفه لهولاء الرجال الذي يضمهم ذلك الحفل فهذا العالم الذي يحطيه لا يصلح له سوا تلك الأبتسامه ليرفع يوسف بكأسه كي يلتصق بكأس ذلك الشريك الجديد
يوسف شركتنا محظوظه كتير انها أنضمت لمجموعة ادور باشا امبراطوريه عظيمه فعلا قدر يكونها
فيبتسم يوسف متذكرا
جده الذي عوضه عن حنان والديه فهو كان دائما يري فيه أبنته التي توفت قهرا بسبب ترك زوجها لها الذي تحدت الجميع من أجله لكي تتزوجه ولكنه تركها بعدما أصبحت تحمل طفليهما في أحشائها لتعود الي والديه ثانية بذلك الطفل وبرغم كره جده لوالده ونقمه عليه لما فعله بأبنته الوحيده اعطاه كل الحنان والحب وأيضا الثروه
فيفترب منه ذلك المدعو فادي قائلا روحت فينا مستر يوسف ثم نظر الي سكرتيرته الخاصه قائلا اعرفك بساره سكرتيرتي الخاصه اكيد شوفتها في أجتماعتنا ب لبنان
فيبتسم يوسف بأبتسامة مزيفه متذكرا محاولاتها المفضوحه في التقرب منه لتقول هي انت كتير متألق مستر يوسف انا بستغرب انك لحد
هلا مازالت مو متزوج
فيبتسم