الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة مجدي

انت في الصفحة 8 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

دول هيبقوا بالعمر كله
متعرفش محامي يكون شاطر كده يطلقني من عدنان
نظر إليها باندهاش ثم قال
أول مره أعرف إنك عايزة تطلقي من عدنان
وضعت يديه على وجنتها و بدأت فى إغماض عينيها كقطة صغيرة يداعب صاحبها فروها الكثيف بدلال ثم قالت بصوت يحمل الكثير منالحزن و البكاء المصطنع
أنت عارف يا أحمد عدنان بيعمل فيا أيه و بيجبرني على أيه بعدين أنا مش بحب غيرك و مفيش حاجة بتمناها فى حياتي قد أنىأعيش قربك أنت الشخص الحنين إللى بيحبني و بېخاف عليا
نوصل يا قلبي و نتكلم براحتنا و أوعدك أنفذ كل إللى أنت عايزاه
أبتسمت بدلال و أغمضت عينيها و أراحت رأسها على الكرسي باسترخاء ثم فتحتها تنظر إليه بحب ثم ضغطت ذر مشغل الموسيقى و رفعتالصوت على أقصاه و بدأت بالتمايل على النغمات و تغني معها بصوتها الذي يخترق كل حواسه و يصل إلى قلبه مباشرة ناسيا ربه الذىيراه 
ظلت حلم تصرخ پهستيريا كبيرة و راغب يحاول تهدئتها بمساعدة والدته حين خرجت نوار سريعا تنادي الطبيب و حين كان يحاول راغبإمساك يديها تزيد فى صړاخها حتى قالت رقيه بصوت عالي
أبعد يا راغب أبعد
ليتراجع إلى الخلف مزهول من صړاخ والدته عليه و لكن الحالة التي عليها حلم لا تسمح الأن لأى عند أو إظهار أى مشاعر أو حب
تراجع إلى مكانه الذى كان يجلس فيه لكنه ظل واقف ينظر إليها بعيون حزينه مټألمة
دلف الطبيب و مساعديه و طلبت الممرضة من الجميع أن يغادروا الغرفة لكن راغب ظل واقف مكانه لا يريد التحرك
يشعر بالخۏف يرى الخسارة أمام عينيه يريد أن يقترب منها ېصرخ فى وجهها لماذا ترفضين حبي لماذا لا ترحمين قلبي الذى يتسولحبك و يرجوا قربك و يتمنى وصالك
ظل واقف فى مكانه و الطبيب يحاول السيطرة على حالة حلم و إعطائها حقنه مهدئة حتى بداء صوت صړاخها فى الهدوء و بدأت كلماتهاتتضح
بكرهك بكرهك هو إللى قټلها هو إللى قتلني
خرج الطبيب من الغرفة ليلحق به راغب رغم أن جسده و روحه لا يريدان مفارقة جانبها
وقفوا ثلاثتهم أمام الطبيب الذى قال بأقرار
أنا مش فاهم سبب للى حصل بس من الواضح أن المړيضة بتعاني من أنهيار عصبي أنا أديتها مهدئ و أما تفوق هبعت لها الدكتورةالنفسية من الواضح أنها محتاجة مساعدة
صمت إدراك وفهم و نظرة أخرى من رقيه لولدها تذكره بما أخبرته به سابقا
صاحى و لا نايم
لا نايم يا ست الكل و روحى هى إللى بتكلمك
أجابها بمرح أضحك رقيه و هى تدلف من الباب و أغلقته خلفها و هى تقول
عايزة أتكلم مع أبني شوية ينفع 
جلس جوارها على الأريكة و أنحنى يقبل يديها و هو يقول
هو أنا أطول يا ست الكل تحت أمرك طبعا
ربتت على كتفه و هى تقول بحب كبير
ربنا يبارك ليا فيك و فى أخواتك
صمتت
لثواني كان هو ينظر إليها و بداخله يشعر أن ما تريد التحدث عنه يخص حلم و أنهم على وشك المشاجرة ككل مره لكنه اليومسوف يتحاور معها يحاول أن يوصل لها مشاعره و يوضح لها ما بداخل عقله من أفكار تجاه حلم
نظرت إليه رقيه و قالت
أنا عارفة إنك عارف أنا عايزة أتكلم فى أيه 
أومىء بنعم لتقول من جديد
طيب و أخرتها يا راغب
أخذ نفس عميق و أعتدل ينظر إليها و قال و عيونه تظهر مدى حبه و ۏجع قلبه
عارف إن الطريق لقلبها صعب و يمكن الكل يشوفه مستحيل بس قلبي مصدق أنى هوصل عقلي بيطمن روحى و بيقولي كمل
أخفض رأسه ينظر أرضا ثم أكمل قائلا
تعرفي يا أمي أنا ساعات بفكر أيه إللى خلى عمي كده و محدش من عيلتنا زيه و بعدين أرجع و أقول لنفسي طيب ما يمكن أناأكون زيه فى يوم من الأيام و أرجع ألوم نفسي
أعتدل ينظر إليها من جديد و قال
خليني أحاول للآخر يا أمي
أنا فاهمة كل إللى أنت بتقوله يا أبني بس أنا أم و عايزة أطمن عليك
قالتها رقيه ببعض الأستسلام
ثم أكملت
بس أنا عايزة أقولك أن مفيش أمل من حلم و أنت بتجري ورا السراب و مصدق أنه حقيقة
ثم وقفت لتغادر الغرفة و كان ينظر إليها حتى وقفت عند باب الغرفة و نظرت إليه و بقلب أم قالت
ربنا يروق بالك يا إبني و يسعدك
عاد من أفكاره ينظر إلى والدته و لفت نظره أن نوار تجلس على إحدى الكراسي تبكى
فنظر إلى أمه باستفهام لترفع كتفيها بلا فائدة
يقف أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى تلك الأرض الواسعة أمامه بأشجارها العالية الكثيفة و اللون الأخضر المنتشر فى كل مكان ينظر إلى ذلكالظلام الذى
بداء ينتشر فى كل مكان كذلك الظلام الموجود داخل قلبه
من يوم خرج من عند الطبيبة تخبره أنه غير قادر على الإنجاب أغمض عينيه يتذكر حواره مع الطبيبة
خير التحاليل كويسة مش كده 
تركت الطبيبة الأوراق من يديها و نظرت إليه بوجه غير مفسر ثم قالت
تحاليل مدام نوار كلها سليمة و مفيهاش أى مشكلة
أبتسم و هو يقول بسعادة
الحمد لله الحمد لله طيب و التحاليل بتاعتي 
صمتت الطبيبة قليلا ليشعر أن هناك شىء ما قطب بين حاجبيه و هو يسأل من جديد
التحاليل بتاعتي يا دكتورة
أخذت نفس عميق ثم عدلت من حجابها و قالت بأسف
شوف يا أستاذ غسان حضرتك عندك تشوه فى الحيوانات المنوية كمان عددهم أقل من المعدل الطبيعي بكتير جدا أنا آسفه بسحضرتك متقدرش تخلف
ظل ينظر إليها دون أستيعاب ينظر إليها و كأنه ينتظر أن تتحدث و كأنه لم يستمع إلى حديثها التي قالته منذ قليل رمش عدة مرات ثمقال
أيوه يعني أنا عندي مشكلة و محتاجة علاج 
ثم قال بحماس
مفيش مشكلة مستعد أخد أى دوا أو لو حتى محتاج عملية كمان معنديش مشكلة
هزت الطبيبة رأسها بلا ثم قالت موضحة بأسف
للأسف يا أستاذ غسان مفيش علاج ينفع مع حضرتك النسبه إللى موجودة قدامى أقل بكتير بكتير جدا على إننا نشتغل عليهاعلشان تزيد
صمتت لثواني ثم قالت من جديد موضحة بشكل أكبر
أحنى بنعمل التحاليل علشان نتأكد من سلامة الحيوانات المنوية و كمان عددها و نسبة التشوه و للأسف نسبة التشوه واصله تقريبا ل١٠٠٪؜و عددهم أقل من ١٠٪؜ بأختصار حضرتك عقيم و بشكل تفصيلي أكثر عدد الحيوانات المنوية المنخفض هو أقل من 15 مليون منالحيوانات المنوية لكل ملليلتر من السائل المنوي أو أقل من 39 مليون لكل قڈف و النسبة الموضحة فى تحليل حضرتك أقل من كده بكتير وكمان يجب أن تكون الحيوانات المنوية فعالة وقادرة على الحركة إذا كانت حركة الحيوانات المنوية أو فعاليتها غير طبيعية فلن يكون الحيوانالمنوي قادرا على الوصول إلى بويضة و الحيوانات المنوية فى تحليل حضرتك مصابه بتشوه كامل بنسبة ١٠٠٪؜ أنا آسفه بس مفيش أمل
خرج من العيادة لا يشعر بنفسه قدماه تتحركان لكنه لا يستطيع تحديد إلى أين يذهب عينيه تتجمع بها الدموع و لأول مره فى حياته يشعربالضعف يشعر بقلة الحيله رفع عينيه إلى السماء و بداخله إحساس أن أبواب السموات و الأرض قد أغلقت فى وجهه لم تعد قدماهتحملانه ليجلس أرضا و دون شعورا منه بداء بالبكاء كالأطفال بصوت عالي و هو يضم ساقيه إلى صدره و ظل على حاله لفتره طويلةيتجاهل هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين يتجاهل نظرات الناس التى تمر من أمامه و يتجاهل من حاول منهم المساعدة هدء صوتبكائه و بداء عقله يستوعب ما هو فيه يستوعب الخسارة الكبيرة نوار ستتركه مؤكد لن تظل معه لا
يوجد أمل فى العلاج أو الإنجاب لا يوجد فرصة له معها سوف تتركه أو يمكن أن تظل معه لكنها دائما ستجده السبب فى حرمانها من أن تكون أم ستكون معه كونهاتتفضل عليه حتى لا يظل وحده أو لأنه أبن عمها و من المحتمل أن تجبرها العائلة على البقاء فى جميع الأحوال سوف يخسر نوار إذالم يخسرها بكليتها سوف يخسر روحها و قلبها الكبير الحنون سوف يخسر حبها له و نظرة الأحترام فى عيونها
وقف على قدميه و هو يقول
لأ
لأ مش هيحصل أبدا مقدرش أخسرها مقدرش
نظر حوله ليكتشف أنه قد أبتعد كثيرا عن عيادة الطبيبة و عن المكان الذى ترك فيه سيارته أوقف سيارة أجرة حتى تعيده إلى سيارته وعقله يرتب الأفكار ماذا سيقول لها هل يخبرها أن العيب منها و أنه سوف يبقي عليها معه لأنه يحبها أم يخبرها أن لا مشاكلصحية لديهم و إن الأمر متروك للوقت و إيرادة الله
عاد من أفكاره على إحساسه بتلك الدمعات الساخنة التى تسيل فوق وجنتيه ليشهق بصوت عالي و هو ينظر إلى السرير الذي يجمعهميوميا و اليوم خالي منها 
أنا آسف يا نوار آسف آسف
الفصل التاسع من سقر عشقي حلم 
جالسه فى منتصف سريرها ممدده قدميها أمامها سارحة غير واعية بنظراته التى تتفحصها بقلق
يعلم جيدا أن عقلها سارح فى كل ما حدث مع أختها الصغيرة
و كيف سقطت أرضا من على درجات السلم دون أن يرف جفن لوالدها الذى شاهد سقوطها بكل ډم بارد
أخذ نفس عميق و هو يقترب منها برفق و جلس أمامها لتنتبه له حين بدء فى تدليك قدميها بطريقة إحترافية و مميزة و هو يقول بحب
أنا بحب أنفذ و عدي لكن من الواضح كده أنت اللى عايزه تهربي
لم تستطع الإبتسامه على كلماته لكن سقطت تلك الدمعة الحبيسة داخل عينيها من وقت غادرت المستشفى ترك قدميها و أقترب منها يحتويهابين ذراعيه و قال بهدوء
عارف إن كل إللى حصل صعب على أى حد يستوعبه و يفهمه بس أيه الجديد فى تصرفات عمي هو عمره ما فكر فى حد و لا شغل بالهبحد المفروض يا حبيبتي بدل ما تفكرى فى إللى حصل و تزعلي تفكري إزاى نقف جمب حلم و نخرجها من دايرة الماضي و كل الأحداثالصعبة إللى حصلت إزاى نقدر نخليها تعيش حياتها
صمت لعدة ثواني ثم قال بصوت هادىء تغلغل إلى عقلها و روحها و وصل إلى قلبها
إحنا كلنا محتاجين ننسى عمى أحمد و ننسى تصرفاته و وجوده أحنا محتاجين نقفل بيبان الماضي علشان نعرف نعيش الحاضر ونرتب لمستقبلنا
رفعت عيونها إليه التى تحمل حزن ينحر قلبه دون رحمه ليبتسم لها بحنان و كأنه أب ينظر بحنان كبير إلى طفلته الصغيرة الحزينة علىفقدان دميتها المفضلة
يعدها أن يأتي لها بأفضل منها يمسك بيديها يضمها إلى صدره بحركة حماية و دعم لتضع رأسها من جديد على كتفه و أغمضت عينيهاو هى تهمس ببعض الكلمات الذى لم يتبين منها سوى
الماضي لعڼة هيطولنا كلنا
شعر بأنقباض

انت في الصفحة 8 من 28 صفحات