رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة مجدي
شوية يمكن حالتها تتحسن
وقفت رقيه وهى تقول ببعض الحزن
ربنا يروق بالها و يصلح الحال و أنا هروح أشوف الغدا
و توجهت كل منهم لتقوم بما قالت فى هذا الوقت كان راغب يبحث عن كل أنواع الشوكولاته بعد أن أحضر زهور القرنفل التى تعشقهاولفهم جميعا بشكل مميز
أنتهى و توجه مباشرة إلى البيت و ظل ينظر و يتلفت حوله لا يريد أن يراه أحد تكفى نظراتهم له منها المشفق و منها اللائم و منها منيخبره كم هو مسكين و أيضا هو
أنا عارفة إنك صاحية يا حلم
فتحت حلم عيونها لتظهر غابات الزيتون التى تسكن عينيها و نظرت إلى صديقتها الوحيدة التى تبتسم ببشاشة
بحب خدودك المقلبظة دى رغم إنك رفيعة و شبه خلة السنان لكن عندك خدود تتاكل أكل
لتبتسم حلم إبتسامة صغيرة لتكمل جنة من جديد و بنفس المرح
لم تتمالك حلم نفسها و بدأت تضحك بصوت عالى لدرجة أن صوت ضحكاتها وصلت لذلك الذى يقف فى النافذة يحاول أن يطمئن عليها وحين سمع ضحكاتها أبتسم بسعادة و قفز فى مكانه يمسك ذلك العمود الحديدى و بداء يرتفع و يهبط حتي برزت عضلات ذراعيه وحينأنتهى توجه إلى سريره و تمدد عليه براحة و هو يتنفس الصعداء و أغمض عينيه براحة و قلب مطمئن
توقفت حلم عن الضحك حين وقعت عيونها على تلك الحقيبة و بجوارها ورود القرنفل لتنظر إلى جنة بأندهاش و قالت
نظرت جنة إلى ما تشير إليه حلم و قالت بابتسامة واسعة مرحة و لطيفة
و أنا من أمتى و أنا جاية أزورك بجيب معايا حاجة سيد عيب متقولش كده أحنا أخوات و مفيش الكلام ده بنا
لتضحك حلم من جديد لتكمل جنة
أنا لاقتهم على باب أوضتك يا هانم
لتنظر حلم إلى الأغراض من جديد و هى تشعر من داخلها أنه هو من أحضرها بل هى موقنه تماما أنه هو و ليس أحد غيره لتنتبه منأفكارها على صوت صديقتها تقول من جديد
تلاقى حد من أخواتك جابهم ليكى أو غسان أو يوسف كل العيلة أصلا بتحبك و كلهم قلقانين عليكي
أومئت حلم بنعم فهى لم تقص على صديقتها أى شئ يخص راغب راغب الذى يعشقها منذ كانت صغيرة هى تعلم ذلك و الجميعيعلمه و لكن تظل عقدتها كما هى أنه رجل رجل كاوالدها و إذا كان والده و أخويه عكس والدها فى كل شئ إلا أن ذلك ليس ضمانلأن يكون هو الأخر مختلف إذا كان والدها سئ الطباع فعمها رجل ندر وجوده إذا ما الذى يمنع أن يكون راغب كما والدها و يختلف عنوالده و أخويه غير كل ذلك هى لن تسلم قلبها و حياتها لرجل لن تعيش أسيرة رجل يتحكم بها و ېقتل روحها تدريجيا حتى تنقطعأنفاسها عن كل الحياة لن تكون مثل والدتها لن تسمح أن تنتهى حياتها كما أنتهت حياة والدتها
أغمضت عينيها بقوة تحاول تجاهل تلك الذكرى التى تحاول أن ترتسم أمام عينيها كجميع ذكريات والديها السيئة التي تخيفها أكثر و أكثرو تجعلها تبتعد عن الرجال أميال و أميال
فى غرفتها بالعيادة المشتركة بينها و بين زوجها كانت تجلس بعد خروج تلك المړيضة التى حددت موعد سريع بسبب حالتها الحرجة والتى تنبئ بولادة مبكره لذلك قررت عائشة إرسالها إلى المستشفى و سوف تلحق بها لكنها أعطت تعليماتها للمستشفى بعمل اللازم معهاحتى وصولها
طرقات على باب غرفتها
ثم دخوله المحبب مع إبتسامته المحببة إلى قلبها فمنذ كانت صغيرة وقعت فى غرام إبن عمها الشاب الهادئ الخجول صاحب النظارات الطبية و الذى أستغنى عنها بعد إجرائه لعملية جراحية فى فترة مراهقته أعادت نظره لسابق عهده و جعلت وسامتهتزداد خاصة بجمال عينيه الساحرة لم تشعر ذات يوم أنه ينظر إليها بنظره مميزة فهو كان دائما صامت عيونه داخل أحد الكتب
وذلككان يؤلم قلبها خاصة و هى كانت ترى مطاردة غسان لنوار فى كل مكان و إظهار حبه لها و رغبته فى الأقتران بها طوال الوقت و كانتنوار هى من تخجل و تختبئ منه قدر إمكانها لكن يوسف لم يكن كذلك يوما كان دائما يتجنبها هى و أخواتها يجلس دائما فى غرفتهفى أبعد نقطة فى حديقة البيت الكبير ليكون بعيد عن لعبهم أو الأختلاط بهم الكتب العلمية هى فقط صديقته المقربة
و لكن و حين دلفت إلى نفس الكلية التى كان بها تحول فجأة و أصبح يتقرب منها يتودد لها يطلب توصيلها و يعلم مواعيد محاضراتهاو ينتظرها حتى يعيدها إلى البيت و لم يستمر الوضع كثيرا و طلب يدها من جدها و والدها و بالطبع هى وافقت وبشدة
أقترب منها و وقف خلف الكرسى الخاص بها و مد يديه يدلك فقرات رقبتها برفق لتغمض عيونها باسترخاء لتأثير لمساته على جسدها وروحها و كلماته تصل إليها تهدء روحها و قلبها
أعصابك مشدودة كده ليه يا عائش
أخذت نفس عميق فكم تعشق ذلك الأسم منه تشعره محبب إلى قلبها ولم تجيبه بشئ و هو يعلم أنها لن تجيب هو يفهمها أكثر من نفسهايعلم جيدا أنها و رغم قوتها إلا أنها تتجنب ذكر والدها بأى شكل حتى حين يحدث موقف كالذى حدث اليوم تتظاهر بكأن شئ لم يكن وتتعامل بشكل عادي لكن يظهر ذلك على جسدها كالأن يعلم جيدا كيف تجنب عقلها ذلك الألم هى لا تعتبر والدها على قيد الحياة لاتتحدث إليه و لا تتحدث عنه كحال شقيقتيها رغم أن لكل منهم و على حسب طباعها ردت فعل مختلفة خاصة بوالدهم لكنه يتألم أكثر علىحبيبة قلبة
أنا خاېف عليكى مجهده و
وشك أصفر مالك يا عائش بلاش تخوفينى عليكى و لو على إللى
لتضع يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
يمكن تعب من الشغل أو مجهود زيادة
يعلم جيدا أنها لن تتحدث عن الأمر و هو لن يضغط عليها لكنها أبتسمت بمشاغبة و أكملت قائلة
يمكن محتاجة أجازة و دكتور قلبي يعملى مساج أسترخائى مميز
ليبتسم بجانب فمه و عيونه يرتسم بداخلها شقاوة الأطفال و قال بمشاغبة تشابه مشاغبتها
يا خبر أبيض ده أنا مقصر خالص أستعدى النهارده هعملك مساج
و مد يده ېلمس ساقها من أسفل الفستان صعودا إلى الأعلى و هو يكمل
هيريحك على الآخر و يخليكى تسترخى و بعده مش هتقدرى تستغنى عن المساج بتاعنا خالص يا فندم
أوقفت يديه التى تداعب ساقيها و قالت ببعض الڠضب الواهن
يوسف عيب أحنا فى العيادة أستنى لما نروح
ليضحك بصوت عالى و هو يرى تورد وجنتيها بخجل و حبيبات العرق التى نبتت على جبينها و أبعد يديه عنها و رفعها بجانب وجهه و هويقول
أوامرك يا برنسس
ثم وقف على قدميه و هو يقول
هروح على مكتبى بقا علشان أنا سايب ثلاث حالات بره
لتقف هى الأخرى وحملت حقيبتها و هى تقول موضحة
و أنا رايحة على المستشفى فى حالة ولاده و شكلها كده الموضوع كبير و خطېر
ربت على كتفها و هو يقول بتشجيع
و أنت قدها يا قلبى ربنا يوفقك يا حبيبتى
سارت بجانبه
ليغادرا غرفة مكتبها و توجه هو إلى مكتبه و دخل له إحدى المرضى و غادرت هى رغم إحساسها بالأرهاق و بأنها ليستبخير
جالس بداخل مكتبه فى الديوان رأسه مستريح على الكرسى و عينيه مغلقة بعد أن أنهى عمله و تأكد أن كل شئ يسير جيدا لا يشعربالرغبة فى العوده إلى البيت أن إحساسه بالذنب ېقتله منذ ذلك اليوم و أنقلبت حياته رأسا على عقب يحمل الأن فوق كتفيه ذنب كبيريعلم جيدا أنه حين يفضح سره لن يسامحه أحد و سيكون هو الخاسر الوحيد أن نوار هى عشقه الكبير من يوم وعى على تلك الحياة وهو يراها ملاك لديه جناحان أبيضان كبيران دموعها القريبة و سريعة النزول قلبها الحانى رقتها فى التعامل معه و كأنه إبنها و ليسأكبر منها بسنوات يتذكر حين كانت صغيرة خاصة بعد مۏت والدتها و كأنها أصبحت هى والدتهم رغم أن الفروق بينها و بين أخواتهاليست بالكبيرة معادا حلم إلا أنها و حتى تلك اللحظة هى الأم البديلة من
بعد والدتهم
فتح عينيه ينظر إلى تلك الصورة الموضوعة على رف سفلى فى مكتبه خشيه من أن يراها أى من زوار الديوان يضعها هناك حتى يراها هوفقط
أبتسم لأبتسامتها الرقيقة التى تزين ثغرها و هو يتذكر يوم تزوجها لم يتحمل أن ينتظر حتى تنهى دراستها و تعهد لها و أمام الجميع أنهسيعينها على إكمال دراستها و أيضا سيأجلون الإنجاب حتى تنتهى و دون أن يعلم أن الله قد قرر عنه أنه لن يكون أب أبدا
أغمض عينيه من جديد و هو يتذكر بعد أنتهائها من دراستها بأكثر من ثلاث سنوات و قد أوقفت وسيلة تنظيم الأسرة و لم يحدث حمل فجلست بجانبه ليضم يديها بيديه لتقول بخجل
غسان
نعم يا حبيبتى
كنت عايزه أطلب منك طلب
نظر إليها بأهتمام و قال بثقه و