رواية رائعة للكاتبة سلوي عليبة
حتى تترك الفرصة لهم بالحديث.
أخذ إبنته وخرج كالإعصار من المحل .فهو كان بداخله يتمنى أن تكون قد شعرت بالندم ولو قليلا لأنها تركته ولكن كلامها قد جرحه مرة أخرى عندما شعر بأنها لم ټندم على بعدها عنه وتحطيم قلبيهما معا.
إرتمت داخل أحضان حورية وهى تقول إيه اللى جابه دلوقت .أنا كنت حاسه انى عايزه أرمى نفسى فى حضنه وأقوله وحشتنى .كان نفسى أعرفه إنى منستهوش وانى كل يوم مبنامش غير على صورته بس مكنش ينفع أسيب أخواتى ياحوريه مكانش ينفع .
ردت فرحة بإنكسار مكنش ينفع يا حورية وانتى عارفه ان مامته جاتنى وقالتلى كلام زى السم وانى هاخد إبنها منها وإنه كده مش هيتحوزنى لوحدى ده هياخد إخواتى فوق البيعة وهى
أخرجتها حورية من أحضانها وقالو پغضب وانت كالعادة دوستى على نفسك ومقولتيش لماجد على كلام مامته وسيبتيه وفهمتيه انك بعتيه وإخترتى إخواتك .
أكملت بحزن كسرتى قلبك وقلبه معاكى .واهو كده كده ساب البلد كلها ليكى ولأمه يعنى لو كان اتجوزك على الأقل كان ق فى نفس البلد مع مامته .بس هو حب يعاقبك فعاقب مامته على كلامها رغم إنه ميعرفوش .
أمسكت يدها وسحبتها معها بإتجاه دورة المياة التى بالمحل وهى تقول بمرح محاولة منها أن تخرجها مما هى فيه يلا روحى إغسلى وشك ده بدل الزباين ماتطفش لما تشوفك كده .وإذا كان عليا فأنا النهارده هأنسك لغاية آخر اليوم وهسهر معاكى لأن زوجى المحترم هيبات عند أمه ياختى وخد معاه الولاد .
زفرت حورية وقالت بحزن للذكرى لا يافرحه ومش قادره أسامحها أبدا أنا كنت بعاملها زى أمى وأحسن وكله عشان خاطر عادل وده اللى خلاه يحبنى ويقدرنى أكتر هاصة إنى نزلت إشتغلت معاكى وبقيت بساعده فى مصروف البيت .لكن إنها تحاول تخرب عليا لمجرد إنها حاسه بحب عادل ليا وإخواته البنات يملوا دماغها بكلام غلط وتصدقهم رغم إنى اللى كنت بلحقها وبناتها كل واحده فى بيتها وكمان تقوم جوزى عليا لولا إنه عارفنى والحمد لله انه سمع أخته وهى بتقومها عليا .زفرت پغضب وقالت وكمان أنا ممنعتوش عنها ولا حتى ولادى منعتهم .بيروحوا وبيباتوا هناك بس أنا قلتله إنى عمرى ما هخطى بيتها تانى والصراحه عادل قدر ده ومحاولش يضغط عليا إنى أروح .خاصة بقه لما سمع كلام الشيوخ وعرف إنى أصلا مش المفروض أخدمها بس ده كان فضل منى بس مين يفهم ده .
وبيحبك بجد ومقدر اللى انت عملتيه وواقف فى ضهرك .صدقينى راجل زى عادل بقه صعب وجوده فى وسط كل المشاكل اللى احنا فيها.
ضحكت حورية وقالت طب ياختى مين يشهد للعروسه مانتوا بتعملوا رباطيه عليا دايما .
ردت عليها فرحة بصدق عادل ده يبقى أخويا اللى أمى مخلفتوش أنا عمرى ما أنسى وقفتك ووقفته هو كمان معايا .ربنا مايحرمنى منكم أبدا .
عندما تكون الآنانية هى السمة السائدة بحياتنا تكون الخسائر هى الشئ الوحيد الذى سنحصل عليه لأننا لن نشبع من أى شئ وسنتمنى الحصول على المزيد حتى لو لم يكن مقدر لنا بالآخير .
كانت تجلس أمل وهى تشعر بالڠضب بعد مكالمتها لأختها فرحة .فرغم أن أمل تتبعت أنانيتها ولم تستطع التخلى عن خطيبها ليس حبا به ولكن لأن نفسها عندها هى الأهم .ولم تضحى وهناك من سيقوم بهذا الدور .إلا أنها مازالت تشعر بالغيرة من فرحة خاصة بعد نجاح مشروعها وأصبح من أكبر المحلات بمدينتهم وذات صيت ذائع .إذا فلتأخذ ماتستطيع حتى لو
لم تكن محتاجة إليه .
دخل هيثم زوجها بعد يوم شاق بعمله .ألقى عليها السلام