الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام العدل

انت في الصفحة 5 من 111 صفحات

موقع أيام نيوز


نظرة طويلة في ظاهرها شړ ولكن خلفها الكثير من الانكسار والحزن ثم تركته وغادرت الغرفة.
جافاه النوم ككل ليلة وهو يفكر في تلك المبهمة ذات النصف وجه كما يرى صورتها الخاصة على ملفها كل ليلة تلك الشقراء ذات العين البنية والحجاب الأحمر يتعجب من نفسه كيف يعشق فتاة لم يعرف عنها شيئا سوى أنها عاشقة للرسم ومحترفة فيه ولم يرى منها سوي صورة ألتقط لها من الجنب وهي شاردة مجرد صورة أخذت بعقله منذ أشهر كم تمنى أن تجيب على رسائله الخاصة ويتعرف عليها ويتقرب منها كم تمنى أن يلتقي بها ويلتقط لها الكثير من الصور المختلفة وحينها سيكون هذا أكبر إنجاز له في عملهولكن كبريائه كرجل واحترامه لذاته يأبى أن يتودد أكثر من ذلك.

ظل يفكر كثيرا حتى راودته فكرة خبيثة يستطيع من خلالها أن يحدثها أو يلتقي بها نهض فجأة من فراشه وظل يقفز في الغرفة من سعادته وبدأ في التخطيط.
نهضت ياسمين مبكرا وأنهت بعض أعمالها المنزلية ثم ذهبت إلى عملها لتنهي أيضا بعض الأعمال حتى تذهب لزيارة آسر في المستشفي والإطمئنان عليه وبينما هي تجلس في مكتبها تنهي بعض الحسابات المعلقة شعرت بالإشتياق لزوجها الذي
.
قاطع خلوتها فتاة جميلة تعمل لديها في منتصف العشرينات ترتدي بنطال واسع باللون الأسود تعلوه بلوزة قصيرة باللون الأصفر وشعرها معقود بطريقة مرتبة وترتدي حذاء أيضا ذو كعب عال تدخل بأناقة شديدة وتقول بإحترام مدام ياسمين فيه واحدة تحت بتقول اسمها غصون طالبة تقابل حضرتك
ردت بهدوء تمام يا نوران دخليها وبعدها همشي على طول خدي بالك من السنتر والحسابات لحد اما ارجع آخر النهار
ردت بأناقة تحت أمر حضرتك اطمني
وبعدها دخلت غصون بتمهل وخجل كعادتها كلما التقتهافسارعت ياسمين في استقبالها وقالت أهلا ياغصون تعالي اتفضلي اقعدي
ابتسمت بخجل وجلست أمامها وقالت متشكرة أوي لحضرتك يا ست ياسمين دايما حضرتك بتحرجيني بذوقك
نهضت ياسمين وجلست على الكرسي المقابل لها وقالت بإبتسامة أولا قولتلك قبل كده بلاش ست ياسمين دي ثانيا أنتي مش عارفة أنتي عندي إيه.. ومش هتصدقي كمان لو قولتلك أنا نفسي مش عارفة أنا بحبك أوي كده ليه وبفرح أما بشوفك سعيدة
ابتلعت غصون ريقها بتوتر وابتسمت تقول ربنا يعزك ويجبر خاطرك أنا جايالك وطمعانة في كرمك اللي عمرك مابخلتي به عليا أنك تستحملينا في الإيجار لآخر الشهر 
ربتت ياسمين علي كتفها بحنان وقالت بس كده ولا يهمك براحتك خالص.. أهم حاجة تفضلي تدعيلي كده دايما وأنتي إنسانة نقية والدعاء منك أكيد مجاب
ابتسمت غصون بإرتياح وقالت بدعيلك والله ربنا عالم دا أنا كمان كنت عايزة أقولك إني حامل وتفرحي معايا
ابتسمت ياسمين بسعادة وقالت لها ألف مبروك ربنا
يكملك بخير فعلا فرحتيني وبالمناسبة دي عندي لك فستان

تحفة مينفعش غير لجمالك ده هدية مني 
وهمت أن تنادي نوران. فإذا بمراد يدخل عليهما بعينين جامدتين قائلا الهانم فاضية ناخد
من وقتها دقايق 
الفصل_الثالث
يجلس في مكتبه الذي لم يغادره منذ أن أصر على مكوث آسر بعض الليالي في المستشفي بحجة الإطمئنان عليه بعد عملية الكسر المضاعف وهو في داخله يريد وجوده حتى تأتي لأخيها ويمكنه رؤيتها التي حرم منها منذ عدة أشهرتلك التي أسرت قلبه الذي ظن أن ما من إمرأة تستطيع أن تملكه الشقراء ذات العيون الخضراء وخصلات شعر بلون الذهب وهاهي أسرت قلبه ولكن مؤخرا بعدما فقدها بطيشه وعدم مسئوليته يمني تلك الإسم الذي لم يفارق صحوته ومنامه منذ وقفت أمامه بكل إصرار رافضة الزواج منه بعد خطبة دامت لعدة أشهر لم ينسى نظرة الاستحقار التي عرته حينها بعدما كانت تلك العينين تغرقه حبا وهياما لم يكن يتخيل أنها ستترك هذا الخواء بداخله.
يوسف الذي لم تقف أمامه إمرأة أو تهزمه يوما أصبح منكسر القلب منذ طعنته يمني برفضها له ورحيلها بعيدا يتعجب من تعلقه بها وهو الذي أراد خطبتها والإرتباط بها فقط من أجل والدته الذي كان تلح عليه كل لحظة أن يستقر ويكون أسرة وحينها أعجب بجمال تلك الفتاة التي أتته العيادة مع والدتها لإجراء
فحص طبي على قدمها التي شرخت بعدما وقعت عليها حينها فقد صوابه وهو يرى تلك الجميلة الصغيرة الذي تخدع
 

انت في الصفحة 5 من 111 صفحات