رواية رائعة بقلم الكاتبة إلهام رفعت
صمت لا بأس بها وجه مكرم بصره ناحيته ونظر له مطولا شاعرا بمدي معاناته لما اقترفه بالأمس زفر بقوة وتشدق بتفهم
انا حاسس بيك يا عمار محدش يرضي بالوضع اللي انت فيه دلوقتي الله يكون في عونك
ادار عمار رأسه للجانب ونظر له بابتسامة باهتة ساخرة وهو يردد بقلة حيلة
كل حاجة انتهت حبيبتي انبارح بس راحت من إيدي نظر امام ليتابع بشرود ونبرة حائرة
خلاص راحت مني وبقينا اعداء
هتف مكرم متسائلا بفضول
يا تري علاقتك بيها هتبقي عاملة ازاي هو الحب ممكن يتقلب في لحظة كدة
نظر له مكرم كأنه يقول هل جننت بأنها ستحبه وهو من قتل والدها رد عمار باستنكار
بس مهما حصل هتبقي ليا ومش هديها فرصة ټنتقم مني لأنها هتبقي تحت رحمتي مهما كان اللي عملته أنا عندي حق هو قتل عمتي وهي لازم تفهم كدة وترضي باللي حصل
تنحنح مكرم وسأله وهو غير مقتنع بحديثه
نظر له عمار بشرود والحزن لامع في عينيه فهي بالتأكيد لن تتأقلم بسهولة نظر عمار امامه وظهر الحزن علي طلعته حزن مكرم لوضعه الذي لا يحسد عليه أحد ثم تنهد بهدوء وربت علي كتفه وهو يقول بتروي
هدي نفسك يا عمار محدش عارف القدر مخبي لينا ايه
ضحكة شاردة ساخرة وهو يهتف بعدم اقتناع
اللي القدر مخبيه معروف ولازم استعد من دلوقتي
امسكت بخرطوم المياة لتسقي الزرع بشرود لتشغل وقت فراغها الذي بات فقط للإنتقام والتفكير فيه فقط يجعلها تنتفض من الرهبة لما هو قادم فقط اصبح علي عاتقها بمفردها تنهدت مارية بضيق وكلحت ملامحها وهي تخطط پقتل حبيبها لا تعرف هل مجبرة ام من واجبها تجاه والدها المغدور ليرقد بسلام في قپره ويفتخر بانتقامها كما تظن في مخيلتها ضيقة الحدود انتبهت لأشخاص ما قادمون من خلفها وتأهبت حواسها وهم يقتربون منها الټفت مارية تجاههم فقد كانت والدتها وابن خالها فؤاد وقفا الإثنان امامها ونظرات والدتها القاسېة وكأنها تنتظر منها التخلي عن انتقامها لم تعطيها مارية الفرصة لتبدأ بالحديث بجدية منزعجة
خطفت والدتها نظرة لعمار ثم نظرت لها وهي تهتف بعزيمة
فؤاد جاهز يكتب عليكي بإذن الله جهزي نفسك علشان اللي هيحصل ده هيبقي البداية للي جاي
تفهمت مارية ونظرت لفؤاد الناظر لها زيفت ابتسامه وهي تخاطبة بمغزي
انا جاهزة يا فؤاد ومستعدة لجوازي منك
اماء فؤاد رأسه وهو يرد عليها باقتناع تام
انصتت له مارية بتفهم فهي تجبر نفسها الآن علي العيش مع آخر للإنتقام منه عمار الذي ارتبط ذكر اسمه باسمها اضحي اليوم عدوها الذي تتربص للإنتقام منه سخرت في نفسها من تحكمات القدر التي لم تتخيلها يوما نظرت لوالدتها التي تري الأمل فيها ثم نظرت لفؤاد الذي ينتظر رغبتها الجارفة للإنتقام بدون استعطاف منها له تنهدت مارية بعمق لتهتف بامتثال تام لما رسمه القدر من عداوة
خلاص انا عايزاكوا تطمنوا انا حكمت وانتهي اللي قتل ابويا عمري ما هسامحه ثم صمتت لتتابع في نفسها التي تلعنها
ليه يا عمار وصلتنا لكدة كان في إيدك نبقي مع بعض وتحل كل حاجة
استمعت اسماء من الخلف لحديثهم بقلب ينفطر من الحزن اسماء هي ابنة احدي الخادمات لم يدق قلبها إلا لفؤاد سيدها لمعت عيناها بدموع شارفة علي البكاء هربت نحو الداخل متوارية عن انظار الجميع وهي تتقطع من الداخل كانت والدتها تراقبها وحدجتها پغضب لحبها الغير مقبول هذا سارت خلفها لتدخل عليها غرفتها وتوصد الباب خلفها پعنف انتفضت اسماء التي ارتمت علي الفراش تبكي ورفعت بصرها لوالدتها التي ترمقها بنظرات ضروسة هتفت معنفة إياها
قصدك ايه من اللي بتعمليه ده انتي عارفة ان كدة غلط ولا مفكرة ابن الاكابر هيبصلك في يوم
نظرت لها اسماء بأعين حزينة وهيئة غير مستعدة لسماع الكثير دنت والدتها وتنهدت لتقول بتعقل
عيب يا اسماء لازم تنسي اللي بتفكري فيه ده لأن حبك دا مش هيقدم حاجة وهو هيتجوز اللي من توبه احنا خدامين هنا وعمرنا ما سمعنا ان ابن البيه اتجوز بنت الخدامة
ابتسمت اسماء بحسرة ونكست رأسها بحزن ردت بانصياع
حاضر هنسي كل اللي بفكر فيه ده ادعيلي بس اقدر انسي لأنه صعب قوي
ولجت مارية غرفتها تبكي
بحسرة لما آلت إليه الأمور جلست علي طرف الفراش ډافنة وجهها بين راحتيها كاتمة لأصوات بكاءها المرير لعنت حظها السئ ولعنت حبيبها فقد خلف