رواية نوح والأمانة بقلم الكاتبة ميمي عوالي
هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
وظل على جلسته وهو غارق فى التفكير حتى تفاجئ بأحد الغفراء وهو ينادى عليه بفضول قائلا هو انت هتفضل قاعدة كده كتير ياباشمهندس احنا بقينا نص الليل والقاعدة كده غلط عليك
لينظر نوح إلى ساعة يده ليجد أن الوقت قد تخطى الواحدة ليقف مادا يدية وهو ينظف ملابسه واتجه إلى السكن قائلا تصبح على خير
وعندما وصل إلى مبنى السكن وجد أن الجميع قد دخلوا إلى غرفهم ليتجه هو الآخر إلى غرفته ليجد أن أسامة قد استغرق فى النوم ليقوم بتغيير ملابسه ولكنه بدلا من الدخول بفراشه قام بالدلوف إلى الشرفة وإشعال سيجارته وهو ينقل عينيه بين سيجارته وبين باب شرفة أمانة والتى تجاور باب شرفته دون اى فواصل ليلعن غبائه للمرة التى لا يعلم عددها ثم عاد للغرفة وأندس فى فراشه وهو ينادى نعمة فى سريرته قائلا شكلها خربت يانعمة وانا اللى خربتها بايدى
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا لسه فاضل ضلع
نوح طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة مش هينفع قربنا خلاص نخلص عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها
فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة انت كده مش هتتعطل
نوح لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض طب تمام كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى تبتعد بها دون أن يلحظ أحد ولكن بالطبع كان إخوتها يراقبون ما يحدث فى صمت دون تعليق او تدخل حتى فاض الكيل بنوح على الرغم من أنه غير متأكد مما سيقوله لها ولكنه فى كل مرة ينسى ارتباكه ليحل محله الڠضب من فشله فى التحدث معها
لتصرخ أمانة وهى تستدعى الموجودين بالمكان لحمل نوح الذى غاب عن الوعى لاسعافه
فى المشفى
تجلس أمانة بجوار فراش نوح الغائب عن الوعى بعد خروجه من غرفة العمليات وتقطيب جرحه وهى تمسك بالمصحف الشريف وتتلو آيات الذكر الحكيم فى خشوع وهى تمسك بيدها على رأس نوح وصوتها يتهدج من اثر البكاء
أسامة وبعدها لك يا أمانة ما الدكتور طمنا وقال إنه هيبقى كويس إن شاء الله
أمانة اټصاب بسببى يا اسامة انا السبب
أسامة ياحبيبتى ماتقوليش كده ده نصيبه بيكى من غيرك كان هيحصلله كده
أمانة بس ربنا جعلنى سبب فى ده الدكتور بيقول أن الكلى كانت هتتهتك لو لا قدر الله السيخ كان فرق سم واحد
أسامة والحمدلله إن السيخ مافرقش السم ده خلاص بقى ...ياللا قومى عشان تروحى تستريحى وانا هفضل معاه
أمانة لا ...مش هسيبه روح انت كفاية انا ولو عوزت حاجة هكلمك
أسامة مش معقول هسيبك لوحدك يا أمانة وفى مدينة غريبة ماتعرفيش فيها حد
أمانة انا مش هخرج من المستشفى يا اسامة ومش هروح فى حتة بس مش هقدر اسيبه لوحده ابقى تعالى بكرة وخلى نيللى تبعتللى معاك هدوم ليا وانت ابقى هات غيارين معاك لنوح من حاجته
أسامة ماشى ..حاضر وهجيبلك الغيارات الليلة دى اكيد مش هتفضلى كده للصبح
أمانة معلش ياحبيبى هتعبك
أسامة ولا تعب ولا حاجة ياللا مش هتاخر عليكى ولو احتاجتى اى حاجة تانية كلمينى اجيبهالك
ليتركها أسامة عائدا إلى الموقع لتنظر إلى نوح لتجده مازال غائبا عن الوعى لتحدثه قائلة ليه يانوح ...ليه عملت كده ليه طوقتنى من رقبتى .. ماكنت خدت قرار البعد ..ليه
وليه خدعتنى من البداية هو ظلمك ليا ده مالوش اخر وانا اللى صدقتك وسلمتك عصمة امرى طب اعمل ايه واقوللهم ايه لما يسالونى ليه عاوزة اسيبك
ليأتيها صوت نوح وهو بين النوم والاستيقاظ حاسبى ...حاسبى يا أمانة
لندنو منه واضعة كفها على رأسه وهى تنادى باسمه بهمس ليفتح عينيه بضعف شديد وعندما تلاقت أعينهم وجدته يبتسم لها قائلا سامحينى ويغمض عينيه ذاهبا إلى نوم عميق مرة اخرى
25
نوح والأمانة
الفصل الخامس والعشرون
قضى نوح ليلته مع الحمى والهذيان وسط دموع أمانة وابتهالاتها إلى الله لينجيه
وكان هذيانه ماهو إلى نداءات لأمانة وطلبه العفو والسماح وكلما سمعته امانه طالبا العفو كلما تذكرت مافعله وقاله عنها حتى غلبها النعاس
لتشعر بيد تهزها بحنو وهى تنادى عليها بحنان لتفتح عينيها لتجد نعمة تقف على رأسها وعلى وجهها ابتسامة حنان لتهب أمانة من مكانها قائلة بلهفة مراة عمى ...وحشتينى
نعمة بابتسامة مشاكسة بس انتى ماوحشتينيش لانك على طول قدامى ثم تمد يدها لتربت على قلب أمانة قائلة بحب ريحيه يا امانة
أمانة مش بايدى الظاهر أنه انكتب عليه الشقى
نعمة الصبر يا أمانة ...الصبر
لتفتح أمانة عينيها وهى تبحث عن نعمة ولكنها لا تجد غير عينا نوح وهى تنظر اليها لتنهض قائلة حمدالله على السلامة عامل ايه دلوقتى
نوح بلوم هادئ انتى ازاى قاعدة كده من غير النقاب مش خاېفة حد يدخل فجأة ويشوفك
أمانة انا قافلة الباب بالترباس ولسه بدرى اوى على أن حد يمر دلوقتى
نوح انتى كويسة
أمانة انا كويسة المهم انت
نوح سامحينى
أمانة بارتباك سيبك من اى حاجة دلوقتى انت كويس
نوح عمرى ماهبقى كويس غير لما تسامحينى انا تعبان يا أمانة
أمانة بلهفة اندهلك الدكتور
نوح مش محتاج دكاترة محتاجلك تسامحينى
أمانة من فضلك يانوح بلاش نتكلم فى الموضوع ده
نوح لازم تفهمى
أمانة بسخرية افهم ايه تانى اكتر من اللى فهمته
نوح فى حاجات كتير اوى انتى ماتعرفيهاش
أمانة ماباقيتش تفرق صدقنى
نوح وهو يحاول الاعتدال تفرق صدقينى ...ااااه
لتسرع إليه أمانة وهى تعيده لمكانه قائلة الچرح لسه جديد والحركة مش كويسة عليك دلوقتى قبل ما الدكتور يشوفك
نوح وهو يتحسس ضماداته هو الچرح كبير اوى
أمانة بأسف اتناشر غرزة ماكانش المفروض تعمل كده
ليفهم عليها نوح ويقول المرة اللى فاتت سيبتك تنجرحى وانا مش شايفك ماكانش ينفع اسيبك تنجرحى تانى قدام عينيا واسكت
أمانة طب انت دلوقتى اكيد جعان ومحتاج تغير هدومك انا هروح اشوف الدكتور ييجى يبص عليك عشان نشوف هيسمحلك بايه
.
فى الموقع
أسامة بعد الشغل هروح ابص على امانة ونوح وأشوف ايه الاخبار
نيللى حاتم قاللى أنه هييجى النهاردة وهيروحله يبقى نقابله فى المستشفى
أسامة هو جاب سيرة الموضوع قدام ماما أو بابا
نيللى لا بس ايمن اللى عرف وهييجى معاه هو ونيرة
أسامة ماشى
خديجة يبقى نعدى على البلد الاول نشترى اكل عشان أمانة
أسامة انا وديتلها امبارح بس نواشف كلها عشان ماكانش فى وقت
نيللى ماتشغلوش بالكم بموضوع الاكل انا ممكن أخلى حاتم يتصرف ويجيب معاه
أسامة من هنا لوقت مانيجى نروح ربنا يسهل
..
فى المشفى
كان الطبيب قد عاين نوح وأمر بالطعام وجلست أمانة تعاونه على تناول الطعام ونوح ينتهز كل فرصة قد تأتى إليه ليحاول مداعبتها ولكنه لم يجد منها غير الصد
نوح باستياء هتفضلى تتعاملى معايا كده كتير
أمانة وانا بتعامل معاك ازاى
نوح من غير نفس يا أمانة أداء واجب وبس مش من قلبك
أمانة خلى القلوب لربها ..هو أعلم بحالها
نوح صدقينى يا أمانة انتى ليكى عندى معزة خاصة فى قلبى
أمانة وهى تنهض من مكانها لتزيل بقايا الطعام كتر خيرك
ليمسك نوح يدها وهو يعيدها مرة أخرى إلى جواره قائلا ممكن تسمعينى وبعد كده اعملى كل اللى يريحك
أمانة بعتاب ايه ..هتألف كدبة جديدة عشان تقولهالى
نوح انا ماكدبتش عليكى يا أمانة انا فعلا كنت يجهز نفسى أنى انزل اتجوزك لولا موضوع سهر اللى انتى عرفتى كل تفاصيله
أمانة ازاى وانت قلت انك يتنفذ وصية نعمة
نوح بتنهيدة لان دى وصية نعمة من قبل ما اسافر اصلا
أمانة انت بتقول ايه
نوح بقولك انى لما سافرت دبى كنت مسافر وانا
متفق مع نعمة انى هجهز نفسى ولما ارجع هتجوزك
أمانة ازاى الكلام ده وانا ما اعرفش وازاى وانت مابتحبنيش ومش عاوزنى
نوح انا طلبت من نعمة ماتقوللكيش وماتسألينيش ليه لان انا نفسى ما اعرفش
أمانة مش محتاجة ذكاء عشان لو جاتلك اى فرصة انى ابعد عنك ماتبقاش متكتف
نوح يمكن عندك حق لكن ده مايمنعش انى كنت بعتبر نفسى مرتبط بيكى طول السنين دى
أمانة مابقتش تفرق يانوح فى كل الحالات احنا ماينفعش نكمل مع بعض
نوح انا لسه ماخلصتش كلامى
أمانة كلام ايه تانى
نوح ماما لما طلبت منى انى اتجوزك قالتلى أن دى وصية بابا الله يرحمه وأنه مأمنها توصللى الأمانة كانت دايما تقوللى الأمانة يانوح أمانة ابوك وعمك
أمانة بس الأمانة دى بنى ادمة من روح ولحم ودم واديك نفذت وعدك واتجوزتنى وانا مش حابة أن
التمثيلية دى تفضل كتير
نوح يا أمانة صدقينى انا ماكنتش اقصد حرفيا اللى قلته لغادة انا بس لسه متاخد من اللى حصللى من سهر انتى ماتعرفيش احساس الراجل لما ينضحك عليه بيبقى ازاى انا سهر انتهكت شرفى وعرضى انا بس محتاج افوق محتاج فترة نقاهة مش اكتر واللى عاوزك تعرفيه وتتاكدى منه أنى لما ماما طلبت منى اتجوزك ما اعترضتش يمكن
لما رجعت المرة دى كنت بحاول انتقدك قدامها لمجرد أنها تنسالى انى خلفت وعدى ليها
حتى لما حسيت انى نزلت من نظرك بسبب موضوع