رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام العدل
وقالت بصرامة أنا حرة اتصرف زي ماأحب وأظن اللي بيني وبين بابي المفروض إن محدش يتدخل فيه
ردت عليها جني پقهر اللي بينكم ده يبقى إحنا يامامي أنا وفادي اللي من أبسط حقوقنا إن نعيش وسطكم أنا اللي من حقي إن بابا يكون جمبي في فترة عصيبة زي دي ف حياتي ولا فادي اللي بقى طول الوقت ساكت وحزين وحضرتك عاملة نفسك مش واخدة بالك وأنت عارفة هو أد إيه متعلق ببابي
صمتت ياسمين وهي تشعر أن المكان يضيق بها وأنفاسها تتقطع فنظرت لابنتها بحيرة وخرجت دون أن ترد عليها.
قادت السيارة وهي في حيرة من أمرها أهي حقا مخطئة في إبعاد مراد عن حياتها وحياة أبنائها أم أنها إمرأة كأي إمرأة لها كافة الحقوق كما أدت واجباتها دائما لا تعلم ماذا عليها أن تفعل إن كانت اليوم تمردت ابنتها على ذاك الوضع فماذا سيفعل غدا أخوها ذو الخامسة عشر عاما هل ستستطيع أن تصمد على قرارها في الطلاق وتحتفظ بمكانتها العملية التي سعت من أجل تنميتها سنوات طوال أم ستجعل سعادة أبنائها واستقرارهم نفسيا في المرتبة الأولى وبعدها ستفكر في نفسها.
ابتسمت لها ياسمين وردت عليها صباح الخير يا نوران.. إيه الأخبار
أجابتها نوران كله تمام يافندم بس البنت اللي اسمها غصون اللي جت لحضرتك قبل كده جيت لقيتها بتسأل على حضرتك والعمال قالوا أنهم لقوها قاعدة أدام السنتر قبل مايفتحوا
شعرت بالقلق وقالت طب هي فين دلوقتي ناديها
قالت ياسمين تمام خليها وأنا هروح لها أنا وبالفعل ذهبت ياسمين إلى هذه الغرفة وفتحتها وجدت غصون تفترش الأرض نائمة وتحت رأسها بعض الأكياس البلاستيكية التي تحوي فوائض القماش.
اقتربت منها ياسمين وجلست على ركبتيها وهزتها غصون غصون
استيقظت غصون بفزع ثم أدركت مكانها فنهضت جالسة بتثاقل وهي تسند بطنها بيدها وتقول ست ياسمين
نظرت لها ياسمين بحيرة وسألتها إيه اللي منيمك كده على الأرض ومال بطنك
ردت عليها غصون بدموع أنا جاية واقعة في عرضك ياست ياسمين شغليني عندك هنا إن شاء الله أمسحلك المكان ولا أعمل أي حاجة أنا معرفش حد غيرك وضاقت بيا الدنيا خلاص
بعد دقائق
كانت تجلس ياسمين مصډومة مما سمعته من غصون عما فعله بها زوجها عديم القلب الذي حرمها من أعظم نعمة من الله على إمرأة لها أن تكون أما فردت عليها بعتاب بس أنتي غلطانة ياغصون إزاي تسكتي ع اللي عمله الحيوان ده لازم يتعاقب وبترمي في السچن عشان يعرف جرم اللي عمله
ردت عليها غصون
بإنكسار أنا كفاية عليا إني اتطلقت منه وارتحت منه بقية عمري
أشفقت على تلك الفتاة المنكسرة المحطمة فاقتربت منها ومسحت على كتفها وقالت متزعليش نفسك ربنا عنده العوض بس
فين أهلك من كل ده إزاي محدش يقف للبني آدم ده ويجيبلك حقك .
نظرت غصون أرضا وسقطت دموعها وقالت أصعب كلمات نطقها لسانها أصل أنا أصل أنا بصراحة مليش أهل..
الناس اللي كنت عايشة معاهم قبل ماأتجوز لقوني في الژبالة وبعدين خدوني وربوني وكبروني وأنا مكنش ليا غيرهم أم وأب ومن حوالي أسبوعين أمي
اللي ربتني ماټت ومن بعدها الدنيا قفلت في وشي وحصل اللي حصلي ده وأما جيت أرجع مبقاش ينفع وقالوا ان أبويا هيتجوز في الشقة وانا مينفعش اعيش معاه في بيت واحد ولازم ارجع لجوزي وانا المۏت عندي اهون من أني ارجعله تاني وأنا معرفش أي حد لقيت رجلي جيباني لعندك ومش عايزة منك غير أي شغلانة اشتغل فيها وأنا هدور على أي أوضة أعيش فيها
سقطت دمعتين من ياسمين علي حال تلك الفتاة البائسة ونظرت ليدها التي تسند بطنها وكأنها تهديء ألم الچرح بها فقالت بصوت حزين وأنتي